الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يعد شهر شعبان من الأشهر الحبيبة إلى الله تعالى، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد في العبادة فيه، خاصة في العشر الأواخر منه. فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله". وفي رواية أخرى لابن خزيمة، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر".
وقد بينت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر من شعبان أكثر مما يجتهد في غيرها، كما جاء في صحيح مسلم: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها".
ويعد صيام العشر الأواخر من شعبان سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو داود والنسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: "يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
وقد أكد العلماء على فضل صيام هذه الأيام، حيث قال ابن حجر في "فتح الباري": "صيام شعبان سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم". وقال ابن القيم في "زاد المعاد": "صيام شعبان سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا لصيام هذه الأيام المباركة، وأن يجعلنا من عواده، إنه سميع مجيب.
