تتناول سورة الرعد، التي تعد من السور المدنية، مجموعة من المقاصد الرفيعة التي تهدف إلى تعزيز الإيمان بالله وتأكيد قدرته وعظمته. تبدأ السورة بالإشارة إلى آيات القرآن الكريم المنزلة بالحق على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي هي دليل على وحدانية الله وقدرته. ثم تنتقل إلى بيان مظاهر قدرة الله في خلق السماوات والأرض، حيث ترفع السماوات دون أعمدة، ويرتفع الله على العرش علوًا يليق به سبحانه. كما تشير إلى قدرة الله في خلق النباتات والثمرات المختلفة من بذرة واحدة، مما يدل على عظمته وقدرته.
ومن أبرز مقاصد السورة أيضًا بيان وعد الله ووعيده. ففي الآيات 11-14، توضح السورة أن الذين يكذبون بالبعث والقيامة هم الذين كفروا بربهم، وأنهم سيواجهون العذاب الأليم في الآخرة. وفي المقابل، توعد الله المؤمنين بالمثوبة الحسنى، حيث يقول تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَلِّغَنَّهُمْ مَّنَ الْعَزِيزِ جَنَّةَ الْعُرْفِ" (17).
بالإضافة إلى ذلك، تؤكد السورة على أهمية التوبة والإصلاح الذاتي، حيث يقول تعالى: "لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (11). وهذا يدل على أن التغيير الحقيقي يجب أن يبدأ من داخل الفرد نفسه قبل أن يتوقع تغييرًا في الظروف المحيطة به.
وفي الختام، تذكر سورة الرعد المؤمنين بأنهم مطالبون بالاستعداد ليوم القيامة والعمل الصالح، وأنهم سيحاسبون على أعمالهم يوم الحساب. وبذلك، تهدف السورة إلى تعزيز الإيمان بالله وتأكيد قدرته ووعده ووعيده، وتوجيه المؤمنين نحو طريق الاستقامة والعمل الصالح.