تعد سورة الحجر واحدة من السور المكية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتتكون من تسع وتسعين آية. يبدأ تفسير الطبري لسورة الحجر بتأكيد نزولها في مكة، حيث يذكر أن الإجماع بين العلماء يشير إلى أن السورة مكية. ويبلغ عدد آياتها تسع وتسعين آية، وعدد كلماتها ستمائة وأربع وخمسون كلمة، وعدد حروفها ألفان وسبعمائة وستين حرفًا.
يبدأ تفسير الطبري لسورة الحجر بتوضيح مناسبة هذه السورة لما قبلها، حيث يرى أن ختام السورة السابقة كان يتحدث عن القرآن الكريم كبيان مبين للناس وبلاغ يبلغ بهم طريق الحق والإيمان. ومن ثم، فإن مفتتح سورة الحجر يواصل هذا الموضوع، حيث يذكر الآيات الأولى التي تتحدث عن القرآن الكريم ككتاب مبين وقرآن مبين.
ثم ينتقل الطبري إلى تفسير الآيات من 1 إلى 15، حيث يوضح معانيها ويبحث في دلالاتها. في الآيات الأولى، يتحدث عن مشيئة الله في الكون، حيث يقول تعالى: "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين" (الحجر: 2)، مما يدل على أن الكافرين يتمنون أن يكونوا مؤمنين عندما يرون عاقبة المؤمنين.
وفي الآيات التالية، يتحدث عن عذاب الكافرين ووعيدهم، حيث يقول تعالى: "ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهمهم الأمل فسيعلمون" (الحجر: 3)، مما يشير إلى أن الكافرين سيعاقبون على كفرهم في النهاية.
ثم ينتقل الطبري إلى تفسير الآيات المتعلقة بالبعث والنشأة الأولى للإنسان، حيث يقول تعالى: "وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم" (الحجر: 4)، مما يدل على أن كل قرية لها مصير محدد ومكتوب في كتاب الله.
وفي الآيات اللاحقة، يتحدث عن قصص بعض الأنبياء مثل نوح وهود وصالح وشعيب، حيث يوضح الطبري معاني هذه القصص ودروسها. كما يتناول الآيات المتعلقة بالرسالة النبوية والرد على الشبهات التي أثيرت حولها، مثل قول الكافرين: "لو ما تأتنا بالملك" (الحجر: 7)، مما يدل على جهلهم وعدم إيمانهم بالرسالة النبوية.
وفي ختام تفسيره لسورة الحجر، يذكر الطبري الآيات المتعلقة بالبعث والنشأة الثانية للإنسان، حيث يقول تعالى: "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون" (الحجر: 14)، مما يدل على أن الكافرين سيعاقبون على كفرهم في النهاية.
بهذا، نرى أن تفسير الطبري لسورة الحجر هو دراسة متعمقة في معاني الآيات ودلالاتها، حيث يوضح معانيها ويبحث في دروسها، مما يجعلها مرجعًا مهمًا لفهم سورة الحجر بشكل أعمق.