تتضمن سورة الأنبياء قصة سيدنا إبراهيم ﵇ مع قومه، والتي تسلط الضوء على قوة إيمانه، سلامة حجته، وتصميمه على تنفيذ ما يرضى الله- تعالى- بالقول والعمل. يبدأ الله- تعالى- القصة بقوله: "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل" (الأنبياء: 51)، مما يدل على أن الله- تعالى- قد ألهمه الحق والحجة على قومه منذ صغره، وجنبه ما كان عليه قومه من كفر وضلال.
عندما رأى إبراهيم ﵇ الأصنام التي يعبدها قومه، سألهم عن سبب عبادتها، فأجابوه بأنهم وجدوا آباءهم يعبدونها (الأنبياء: 52-53). رد عليهم إبراهيم ﵇ قائلاً: "لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين" (الأنبياء: 54)، مؤكداً على خطأ طريقتهم.
استمر إبراهيم ﵇ في دعوته إلى عبادة الله- تعالى- وحده، مستنداً إلى حجة قوية: "بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين" (الأنبياء: 56). لم يقتصر الأمر على الكلام فقط، بل اتخذ إبراهيم ﵇ إجراءً عملياً، حيث قال: "وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين" (الأنبياء: 57)، ثم قام بتحطيمها جميعاً إلا واحدة كبيرة، لعل قومه يرجعون إليها ويستدلون بها على من فعل ذلك.
هذه القصة في سورة الأنبياء تبرز قوة إيمان إبراهيم ﵇ وتصميمه على نشر رسالة الحق، حتى في مواجهة تحديات قومه ورفضهم. إنها قصة تحفيزية لكل مسلم ليقف بثبات في وجه الشدائد ويستمر في الدعوة إلى الله- تعالى-.