تختتم سورة البقرة، أطول سور القرآن الكريم، بآيات تحمل رسالة قوية حول التوحيد والإيمان. الآيات الأخيرة من السورة، والتي تبدأ بقوله تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة: 285)، تؤكد على إيمان الرسول ﷺ والمؤمنين بهذه العقيدة الأساسية.
تؤكد هذه الآيات على إيمان المؤمنين بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، دون تفريق بين أحد من رسله. هذا الإيمان الشامل يشمل كل ما جاء به الرسل من عند الله، مما يعكس عمق الإيمان والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي.
ثم تأتي الآية التالية، "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" (البقرة: 286)، لتؤكد على مبدأ العدل الإلهي في التكليف. الله لا يكلف النفس إلا بما تستطيع تحمله، فكل شخص مسؤول عن أعماله وأفعاله. هذا المبدأ يعكس رحمة الله تعالى وعدله في التعامل مع عباده.
في نهاية السورة، تأتي الآية التي تثير خوف الصحابة وتخوفهم، "لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ" (البقرة: 284). هذه الآية تذكر المؤمنين بأن الله تعالى يعلم كل شيء، حتى ما يخفيه الإنسان في نفسه، مما يجعل الحساب يوم القيامة شاملاً لكل عمل وكل فكر.
بهذا تختتم سورة البقرة رسالتها القوية حول التوحيد والإيمان والمسؤولية الفردية أمام الله تعالى.