في عالم التفسير الشعبي للأحلام، يُعتبر الدود رمزًا متعدد المعاني قد يشير إلى مجموعة متنوعة من الأمور بناءً على تفاصيل الحلم وشخصيته. سنتعمق هنا في آراء علماء التفسير القدماء حول ما يمكن أن يرمز إليه ظهور الدود في المنام.
تفسير ابن سيرين: وفقًا لتفسير الإمام محمد بن سيرين، يدل الدود في البطن غالبًا على الأطفال والعائلة التي هي جزء من ثروة المرء. أما دود القز فقد فسره بأنه رعائيا سلطانيين أو عملاء تجاريين. هكذا، فإن وجود الدود في المنام قد ينذر بحصول مكاسب جديدة سواء كانت مادية أم معنوية تتعلق بالعلاقات الاجتماعية والتفاعلات اليومية.
ابن شاهين والنابلسي: يؤكد المفسر الشهير أبو بكر بن علي بن العربي المالكي، المعروف أيضًا باسم "النابلسي"، أنه عندما يرى الشخص دوداً ينبعث من جسمه، فهذا يدلُّعلى ارتداد شرٍ عنه ونجاته ممّا كان يحاك ضده؛ بينما تشير رؤية الخروج للديدان بشكل عام إلى تحقيق الطهر والنقاء الروحي بعد تلقي الضرر النفسي أو الاجتماعي. وقد ربطها البعض برغبة الأولاد في الحصول على حصتهم من ممتلكات الآباء. أما بالنسبة لدودة القز فتدل بدورها على الرعية أو العمالة التجارية كما ذكر سابقاً.
ويضيف الإمام عبد الغني المقدسي صاحب كتاب "الفنار" تفصيلاً آخر قائلاً إن تجمع هذه الهوام يعني زيادة العدد بين أفراد الأسرة أو الفريق العام تحت رعاية شخص ذات مكانة عالية. وبالتالي قد يكون هناك ارتباط وثيق بين الثراء العددي والمادي عند مشاهدة مثل تلك الصور أثناء النوم.
وفي سطور بسيطة، يبدو واضحاً أنه بغض النظرعن السياقات المختلفة للتوضيح المقترح من قبل كل مترجم ومعبر للحياة اللاواعية خلال فترة الراحة الليلية، فإن جوهر الرسائل المتعلقة بالأرقام والأفعال البشرية وطموحات الفرد ضمن شبكات اجتماعية مختلفة تبدو مترابطة فيما بينهما عبر تاريخ علم تفسير الاحلام. وهذا يعني قدرة المشاهد على استيعاب رسائل مخفية داخل عقله الباطن والتي قد تكشف جانباً مغلقاً من الواقع الحالي نحو المستقبل المنشود!