كان سؤال تحديد التاريخ والأحداث الزمنية يمثل تحدياً كبيراً للبشر عبر العصور المختلفة. قبل ظهور التقنيات الحديثة مثل الساعة والساعة الشمسية، ابتكر الإنسان طرقاً فريدة ومبتكرة لتتبع مرور الوقت وتحديد تواريخ الأيام والشهور.
في الحضارات المصرية القديمة، كانت السنة تتكون من اثني عشر شهراً كل منها يحتوي على ثلاثين يوماً، مع إضافة خمسة أيام إضافية تسمى "الشهر الإمامي". هذا النظام البسيط مبنيٌّ أساساً على مراقبة حركة النيل ودورات القمر. المصريون كانوا يستخدمون تقويمًا شمسيًّا قمرياً مزدوجاً، مما يعني أنه يمكنهم تتبع المواسم الشمسيّة بالإضافة إلى دورة القمر.
وفي اليونان الرومانية، اعتمدوا نظام مشابه لكن مختلف قليلاً. السنة لديها ثلاثة عشرة شهرًا بدلا من اثني عشر، وأطلقوا عليها اسم التقويم الروماني القديم. ومع ذلك، تم تعديله لاحقا ليشبه نظيره المصري. كما استعان اليونانيون بالنجوم والمجموعات النجمية لتحديد الفصول وأوقات العام بناءً على مواقع هذه المجموعات ذات الصلة بالمناسبات الموسميَّة.
الحضارة الصينية أيضاً قد وضعت بصمتها الخاصة في مجال التقاويم. لقد طورت واحدة تعتمد بشكل كبير على نظرية الخمس عناصر ("yin, yang") ودوران كوكب المشتري حول الأرض خلال فترة مدتها ١٢ سنة. أدى اكتشاف هذه الدورة إلى إنشاء ما يُعرف الآن بتقويم الصين الشمسي المقترن بالأشهر القمرية التي تطابق دورات حياة الحيوانات المختلفة المرتبطة بكل فصل من فصول السنة.
وبالنظر إلى الثقافة الإسلامية والعربية، فقد وضع المسلمون أول نظام عالمي موحد للتوقيت العالمي الإسلامي وهو الهجري والذي بدأ بداية الهجرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عام 622 ميلادية. يتميز التقويم الهجري بأن كل شهر فيه يقارب بين ٢٩ و٣٠ يوم فقط حسب رؤية هلال الشهر التالي.
هذه الأمثلة تعكس مدى براعة البشر في التعامل مع غموض الزمان من خلالtools متاحة لهم آنذاك والتي غالباً ما تكون مستمدة مباشرة من الطبيعة المحيطة بهم؛ سواء كانت نجوم سماوية أم حركات مياه أرضية أو حتى ظواهر طبيعية أخرى تحدث دوريًا.