الوثيقة ليست مجرد ورقة مطبوعة تحمل معلومات فقط، بل هى مصطلح يشير إلى مستند رسمي يحتوي على بيانات هامة تثبت وجود علاقة قانونية أو تاريخية بين طرفين أو مجموعة من الأطراف. تُستخدم الوثائق عبر مختلف مجالات الحياة البشرية والتاريخية، بدءًا من الوثائق السياسية والشخصية وحتى تلك الخاصة بالمجال التعليمي والعلمي.
في السياق السياسي، تعد الوثائق السياسية مثل الماجنا كارتا - المعروفة أيضًا باسم "العهد الكبير"- أحد أشهر الأمثلة على ذلك. هذا النوع من الوثائق عادة ما تكون ميثاقًا تعترف فيه الدولة بمجموعة معينة من الحقوق والحصانات لأفراد المجتمع المحلي أو المؤسسات الحكومية. خلال العصور الوسطى، كانت المدن والبلديات والنقابات وغيرها من الجمعيات تحصل على امتيازات خاصة وفقًا لهذه الاتفاقيات.
بالانتقال إلى مجال الدراسات الاجتماعية، تلعب الوثائق الشخصية دورًا حيويًا في فهم جوانب مختلفة من شخصية الفرد وتاريخ حياته اليومية. تتضمن هذه الأنواع من الوثائق كل شيء بداية بالرسائل التقليدية وصولاً إلى الصور القديمة والنقوش الموجودة على قبور الأشخاص المهمين. تساعد دراسة هذه المواد الباحثين في الحصول على نظرة ثاقبة حول تفاصيل دقيقة قد لا يتم توثيقها بطرق أخرى.
وفي قطاع التعليم، تحتل الوثائق مكانة بارزة بصفتها وسيلة أساسية لتوصيل الأفكار العلمية والدراسية بشكل واضح ومنظم. تنقسم أنواع الوثائق هنا بناءً على متطلبات الموضوع الأكاديمي، مما يؤدي إلى ظهور أنماط محددة لكل تخصص أكاديمي مثل MLA لعلوم الإنسان، APA لعلم النفس والخدمة الاجتماعية، Chicago للتاريخ، وأخيرا ACS لكيمياء.
بالإضافة إلى كونها مصدر رئيسيًا للأبحاث والأدلة الشرعية، تعمل الوثائق كمؤشر قيم لمراحل مختلفة من التاريخ الثقافي والفكري للإنسانية جمعاء. فهي توفر لنا فرصة لاستذكار الماضي بتفاصيل واقعية ودقيقة غير قابلة للتغيير حتى وإن تغير الزمان والمكان. وبالتالي فإن أهميتها تتجاوز حدود اللحظة الحاليّة لتغطي فترة زمنية تمتد عبر قرون طويلة من تطور الحضارات البشرية.
