الهالوين، والمعروف أيضًا باسم "عيد جميع القديسين"، هو احتفال عالمي شهده تاريخ البشرية منذ قرون عديدة. يأتي اسم "الهالوين" من كلمة "All Hallow's Eve"، والتي تعني عشية القديسين، ويصادف يوم الثلاثين من أكتوبر من كل عام. رغم أنه مرتبط تقليدياً بالأديان المسيحية، إلا أن جذور الهالوين ترجع إلى ممارسات قديمة كانت موجودة لدى العديد من الثقافات الأوروبية المبكرة.
في المجتمعات السلتيكية، بما فيها سكان بريطانيا وأيرلندا السابقين، كان هناك مهرجان يسمى "سامهين". بدأ هذا المهرجان رسميًا في أول نوفمبر وكان نهاية العام حسب التقويم السلتيكي. خلال تلك الفترة، كانوا يؤمنون بإمكانية التواصل مع الأموات ويعتبرون هذا الوقت فترة انتقال بين الحياة والموت. كان السكان المحليون يحرقون نيران كبيرة على قمم الجبال لتشجيع الأرواح وترددهم واستقبالهم بطريقة ودية.
مع انتشار المسيحية، تحول "سامهين" إلى عطلة مسيحية تحمل اسم "عيد جميع القديسين". ومع مرور الوقت، تطورت هذه العطلة لتصبح أكثر تنوعًا وانتشارًا حول العالم. أصبح الأطفال يرتدون ملابس غريبة ومخيفة ويتجولون في الأحياء بحثًا عن الحلوى، مستخدمين عبارة "الحلوى أو الخدع" الشهيرة. بالإضافة إلى ذلك، بات استخدام الفوانيس المصنوعة من القرع -التي تعرف الآن باسم "الجاك-أو'-لانترن"- جزءًا أساسيًا من طقوس العيد.
على الرغم من الروابط الدينية، فإن الهالوين في كثيرٍ من الدول الحديثة يشكل حدثاً اجتماعياً وثقافياً بحتاً يتميز بالإبداع والمرح والاستمتاع بتبادل التجارب المخيفة والمثيرة للاشمئزاز بشكل خيالي وفنتازي بعيد تمامًا عن الواقع المرعب المتصور للأرواح والأشباح والسحر السوداء وغيرها مما تصفه القصص الشعبية والحكايات الرهيبة عبر التاريخ الإنساني.