• صاحب المنشور: مراد القيسي
  
  ملخص النقاش:
  بدأت المحادثة بتقديم مفهوم العمارة الإسلامية كفن متوازن بين الجمال والعقلانية، مستعرضاً جمالياتها الزخرفية المتكاملة مع الحضن الإيماني، ومن ثم طرح تساؤلات حول إمكانية رؤية تطور حسّي وفكري مرتبط بالتعامل مع الجانب الديني. شارك العديد من الأعضاء الآراء التالية:

• جابري عبد الله: اعتبر أن العمارة الإسلامية ليست مجرد شكل جمالي، بل هي مرآة لقيم وعقائد روحية تمثل جزءًا مهمًا في حياة المسلم. ويمكن لهذه العمارة أن تؤثر بشكل واضح على سلوكه، مما يحثه على المزيد من التعبد والاعتبار الأخلاقي. وبالتالي، تعتبر أحد أكبر ميادين التقدم الإنساني.

• فاروق بن إدريس: بينما اتفق مع التأثير المحتمل، لفت انتباهه ضرورة عدم الاستنتاج العام، موضحًا أن أثر العمارة الإسلامية قد لا يكون مباشرًا ولا مشتركًا لدى جميع الأشخاص. وقد تحتاج ردود فعل البشر نحو هذا النوع من الفن إلى مقاربة شخصية أكثر شمولية.

• يسرى المهنا: عززت نظرية فاروق مؤكدًا أهمية فهم الشخصية الفردية تجاه تأثير البيئة المادية عليها. ومع ذلك، شددت أيضا على القدرات القوية للتصاميم الجميلة والإشارات الدينية الموجودة ضمن عناصرها الزخرفية لإحداث بيئات تتسم بالإدراك التأملي العميق. وهذا قد يساهم في تولد حالة من الانغماس النفسي الروحي عند البعض بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية الأساسية.

• عبد الوهاب الدين الزموري: دعا إلى التحوط ضد التحيزات الشائعة المحيطة بأهمية التفاعל الثقافي لمحيطنا المعيشي. فقد تلعب الهندسة المعمارية الإسلامية - والتي تعد أكثر من كونها تصميم صرف - دوراً أساسياً في نقل الرسائل ومبادئ الأخلاق والقيم غير المادية للجماعة داخل مجتمعاتها الواسعة المتنوعة اجتماعيًا وثقافيًا. وينصح بعدم تقليل حجم دورها في تعزيز الصفات الروحية والفكرية فيما يتعلق بالسلوك البشري واحترام السياقات التاريخية للبيئة المقترنة بها.

• رنا الدكالي: اختتمت المناظرة بإعادة التركيز على الفروقات الشخصية اللازمة لأخذ بعين الاعتبار كيفية امتزاج التجربة الخاصة المرتبطة بموضوع الرؤية العامة لاتجاهات السلوك الناجمة عن مثل تلك التأثيرات المدينية الساحرة.

تجدر الإشارة هنا إلى تركيز النقاش الأساسي المنتصب والمحتفى به وسط هذه الحلقة المثمرة للنقاش المفتوح والذي دار حول طبيعة وشدة وطرق وآليات استقبال العالم الخارجي للإنسان لما يقوم عليه العالم الداخلي لديه من مُكوّنات ثقافية راسخة مكملة للأبعاد الأخرى للحياة اليومية المؤثرة فيه.