• صاحب المنشور: خيري بن المامون
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد التأثير العالمي لتغير المناخ، يتعرض النظام البيئي للعديد من الضغوط غير المسبوقة. أحد أكثر المجالات حساسية لهذه القضية هو التنوع البيولوجي - ذلك الوجود الغني والمتعدد للأجناس النباتية والحيوانية التي تشكل أساس الحياة على الأرض. يشمل هذا المصطلح ليس فقط العدد الكبير من الأنواع المختلفة ولكن أيضا العلاقات المعقدة بين هذه الأنواع والبيئة الطبيعية حولها.

تعتبر کثرة الأجناس والأنساب داخل مجتمع حيوي عاملا حاسما لاستقرار وصحة النظام البيئي بأكمله.

فمثلاً، إذا اختفت نوع معين من الحيوانات أو النباتات، يمكن أن يسبب تأثيرًا كبيرًا على باقي الكائنات الأخرى حيث أنها قد تعتمد عليها مباشرة كجزء من شبكة غذائية معينة. بالإضافة لذلك، فإن فقدان أي نوع واحد يؤدي إلى خسارة جميع الخواص الفريدة لهذا النوع والتي ربما تساهم بطرق لم نكتشفها بعد بعدُ في المحافظة على توازن العالم الطبيعي.

بالتالي، يعد الحفاظ على التنوع البيولوجي أمر بالغ الأهمية للحياة البشرية أيضًا. فهناك العديد من الخدمات الإيكولوجية التي توفرها لنا طبيعتنا الأم مثل التنقية الهوائيّة والتطهير المائي ومكافحة الجفاف وغيرها الكثير. كل تلك العمليات تعتمد بشكل شديد على وجود مجموعة واسعة ومتوازنة من الكائنات الحية.

تحديات تغيّر المناخ أمام التنوع البيولوجي

يتزامن تعرض التنوع البيولوجي الحالي لمجموعة كبيرة ومضطربة من المخاطر مع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية التي تتسبّب بها الانبعاثات الناجمة عن نشاط الإنسان. إن ارتفاع درجات الحرارة والاحترار العالمي نتيجة لزيادة نسب ثاني أكسيد الكربون يساهمان بشدة في تغيير دورات الطقس والموسميّة مما يتسبب بتراجع في مناطق انتشار عديدة للأنواع المختلفة.

من ناحية أخرى، تعمل تغييرات درجات حرارة البحر بصورة خاصةعلى زعزعة مستعمرات الشعاب المرجانية والحياة البحرية المعتمدة عليها وعلى اختلال ميزان الشبكات الغذائية المرتبطة بالأشجار القديمة الاستوائية.

دور المجتمع الدولي لحماية التنوع البيولوجي

في ضوء هذه الحقائق المؤلمة، أصبح واضحا ضرورة التحرك الفوري والتعاون العالمي لتحقيق هدف حماية التنوع البيولوجي وعدم ترك قضية غاية في الخطورة مفتوحة للتأويلات السياسية البحتة. ويتضمن هذا العمل ترشيد استخدام الوقود الأحفوري وإعادة النظر في السياسات المتعلقة باستنزافية المواقع الطبيعية واستخدام المبيدات الحشرية والكيمياويات الزراعية المدمرة للنظم الإيكولوجية الصغيرة.

دعوة للعطاء المستدام

إن قضية مثل حفظ التنوع البيولوجي ليست مسؤولية الحكومات وحدها؛ بل هي مهمة مشتركة لكل فرد يعيش تحت سمائنا الواحدة.

يمكن لأفعال بسيطة مثل إعادة التدوير وتجنب المنتجات ذات التأثيرات البيئية السلبية والتصويت لصالح سياسة صديقة للبيئة أن تلعب دورًا محوريًا في دعم جهود الحفاظ على تراثنا الطبيعي والثروة المشركة لكل أبناء الأرض بدون استثناء