- صاحب المنشور: كريم الدين بن زروق
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد الشرق الأوسط تحولاً سياسياً واجتماعياً ملحوظاً. وقد برزت قوى ديمقراطية جديدة تسعى إلى تعزيز حقوق الإنسان، والحكم الرشيد، والتعددية السياسية. هذه الحركات تتراوح بين الشباب المتطلعين إلى التغيير الاجتماعي والثوريين الذين يسعون لإعادة تشكيل النظام السياسي التقليدي. لكن هذا التحالف الجديد يواجه مجموعة من التحديات التي تهدد بتفككه أو تقويض جهوده نحو تحقيق الهدف المشترك وهو بناء مجتمع أكثر عدلاً وتنوعًا.
التحدي الأول: الاختلافات الفكرية والفلسفية
رغم أن جميع أعضاء هذا التحالف يتوافقون على أساس الدفاع عن الحرية والديموقراطية، إلا أن هناك اختلافات عميقة فيما يتعلق بالأساليب والمبادئ الأساسية. بعض الأفراد قد تكون لديهم معتقدات سياسية متشددة تتعارض مع الآخرين الأكثر اعتدالا. هذا يمكن أن يؤدي إلى انقسام داخل الفريق مما يعيق قدرته على العمل كوحدة واحدة.
التحدي الثاني: الصراع الاقتصادي والإقليمي
معظم الدول العربية تمر بأزمات اقتصادية مستمرة بسبب الاعتماد الزائد على النفط وعدم التنويع الاقتصادي الكافي. بالإضافة لذلك، فإن العديد منها غارقة في صراعات إقليمية طويلة الأمد مثل سوريا والعراق وليبيا وغيرها والتي تؤثر مباشرة على استقرار المنطقة ككل وبالتالي تأثيراتها غير مباشرة على حركة الإصلاح الديمقراطي أيضاً.
التحدي الثالث: العلاقة مع الحكومات والنخب القديمة
العمل ضد جهات السلطة القائمة ليس مهمة سهلة خاصة عندما تكون هذه الجهات راسخة ومؤثرة بشدة في المجتمع المحلي. حتى وإن نجحت الحركات الثورية في إسقاط الحكومة المؤقتة كما حدث أثناء الربيع العربي، إلا أنه تبقى حاجة ماسة لمزيد من الضغوط الشعبية المستدامة للحفاظ على تقدم الانتقال الديمقراطي ومنعه من الانقلاب مرة أخرى تحت حكم جديد ربما يكون أقل قبولاً للشعب نفسه مقارنة بالنظام السابق.
التحدي الرابع: دور النساء والشباب والشرائح الاجتماعية الأخرى
على الرغم من وجود نساء وشباب مشاركين فعليا ضمن زخم الاحتجاجات الحديثة، إلا أنها مازالت تواجه عوائق كبيرة للتأثير الفعلي وكسر احتكار الطيف السياسي القديم لهؤلاء الشرائح اجتماعية مسيطره تاريخياً تاريخياً وعائقا لنجاح أي عملية انتقال حقيقية للسلطة الشعبيه للمجتمع المدني بصفة عامَّة.
التحدي الخامس: الأمن الداخلي الخارجي
يتطلب تشكيل تحالف للقوى الديمقراطية مواجهة تحديات كبيرة مرتبطة بالأمن الوطني والأمن الدولي أيضا؛ فإلى جانب خطر التدخل العسكري الخارجي الذي يستغل حالة عدم الاستقرار لدعم نظامه الخاص داخليا ، يوجد كذلك الخطر الأكبر المتمثل بالإرهاب والفوضى الداخلية نتائج طبيعية لنقص الشرعية واستبداد الحكم حيث سرعان ما تستغل تلك الظروف لتستفحل دعوات الإسلاميين المتطرفين لاستخدام العنف بهدف زعزعة العملية الديمقراطية الوليدة .
إن فهم وإدارة هذه التحديات سيكون ضرورياً لبناء وتحقيق هدف "القوة الموحدة" للمعارضة الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط الغنية بالتاريخ والثروات ولكن الفقيره بالحريات السياسية والقانونيه المنشودتين عالميًا لهذه الحقبة الجديدة المسمّاه بالعصر الحديث والذي يعد فيه الإنصاف والشفافية وصناعة القرار اتجاه شعبي وليس فرديان أمراً طبيعياً ومتوقعاً لكل دولة تقدمت خطوات واسعة خارج نطاق الهيكل الاستبدادي القديم المبني منذ زمن بعيد ويبدو الآن وكانه عجزه عن اللحاق بموجات الدهر الحالي وضغطاته المعاصره نحو المزيد من الحرية والكرامة للمواطن العربي الأصيل المناضل بكل قوة كي يصل لحريته كامله بلا انتقاص!