التعليم الرقمي وفجوة الثراء

تناولت المحادثة أثر التكنولوجيا الحديثة على مجال التعليم وتحديداً نمط التعليم عن بعد. أعرب المشاركون عن خوفهم من احتمال تفاقم الفوارق الاجتماعية والثق

  • صاحب المنشور: أحلام المدغري

    ملخص النقاش:
    تناولت المحادثة أثر التكنولوجيا الحديثة على مجال التعليم وتحديداً نمط التعليم عن بعد. أعرب المشاركون عن خوفهم من احتمال تفاقم الفوارق الاجتماعية والثقافية بين طلاب مختلف البيئات الجغرافية والاقتصادية بسبب الاعتماد المتزايد على الوسائط الرقمية.

بدأت "بماناي" نقاشها بتأكيد أنّ التحول نحو تعلم الإنترنت رغم أنه يوفر إمكانية الوصول العالمية، إلّا أنه يكشف ويعمّق الفجوة الموجودة أصلاً في توفر الأدوات التقنية والموارد للمتعلمين. وترى أن هذا الاتجاه قد يساهم فعلياً في ترسيخ وضع قائم حيث تبقى هنالك هوة كبيرة وخانقة بين من يتمتع بميزة استخدام التكنولوجيا ومن تجره خلفه.

وافق "عبد المحسن السمان" قائلًا بأن هذه هي الصورة الدقيقة لما يجري الآن، وأن بينما يدعم انتشار المواقع الإلكترونية التعليم عالميًا، فإن الجانب السلبي لذلك يتمثّل في ارتفاع مستويات عدم المساواة المعروفة سابقاً. وفقًا لهؤلاء المؤدين، فهناك قسم محظوظ يستطيع الاستفادة القصوى من التقانة الجديدة بينما يغرق آخرون أكثر في ظلال نقص الخدمات.

تابعت "ملاك بن الماحي" حديثهما، مؤكدة أهمية طرح مشكلة التدفق الرقمي للتعليم كنقاط ضعف للنظام وليست عيوب ذات طبيعة جوهرية قابلة للإصلاح. كما اقترحت تشكيل رؤية جديدة مبنية على الشمول وليس مجرد ملء فراغات لدى طبقات اجتماعية أعلى أو وسطى - وهو أمر مهمٌ أيضاً -. علاوة على تزويد السكان المضطهدين بالمقدرة والاستعداد للاستفادة المثلى من وسائل الإعلام المتقدمة ذات المستقبل الواعد.

ومن جهته، طرح "ذكي البركاني" وجهة نظر مختلفة تتضمن شرطين رئيسيين: الأول يتعلق بإعادة تنظيم سياسة التعليم لإحداث قدر أكبر من الإنصاف والشمولية أمام كافة طلاب الدراسة دون تمييز مكاني؛ والشرط الثاني مرتبط باستثمار الحكومة بشكل مكثّف لبنية تحتية مناسبة خاصة بشرائح سكانية مجازية تعتمد عليها حالياً بصورة مباشرة وغير مباشرة تماماً. وقد ذكر الدكتور ملاك بركان رداً عليه مدافعا عن نظريات أخرى تكمل سابقاتها والتي تؤكد حاجتها لتغيير عقلي وتحولي لمساندتهم كمجموعة واحدة موحدة بالإضافة للحكومات العليا والعاملون بها داخل تلك المجالات الخاصة بذاتها واسكتارهَا التنفيذِيّة لها وذلك قبل إدراك أي تأثير مفرد يفيد طرف دون الأخرى.

ختاماً، توصّل الفريق لتوظيف سياسة شاملة مقرونة بخيارات عمل متنوعة ومتكاملة مصمم خصيصا وفق احتياجات المجتمعات متفاوتة المستويات والذي يحقق هدف واحد مطلوب منه وهو جعل حق الوصول للخدمات التربوية متاح للجميع بلا حدود ولا خصومات ولا فروقات مادية مهما بلغ حجم العلاج!


عبدالناصر البصري

16577 בלוג פוסטים

הערות