- صاحب المنشور: زكرياء البوزيدي
ملخص النقاش:
في خضم تحديات جائحة كوفيد-19 العالمية، اضطرت المؤسسات التعليمية حول العالم إلى التحول المفاجئ نحو التعليم الافتراضي والتعليم عبر الإنترنت. هذا الانتقال غير المتوقع أكد على الحاجة الملحة لإعادة النظر في نهجنا التقليدي للتعليم وأهمية التكنولوجيا في العملية التعليمية. يسلط هذا المقال الضوء على التأثيرات العميقة التي تركتها الجائحة على قطاع التعليم ويستكشف كيفية إعادة تحديد وصياغة دور التكنولوجيا في المستقبل القريب للتعليم.
كان لانتشار فيروس كورونا تأثيراً فوريًا وقاسياً على النظام التعليمي العالمي. اضطر أكثر من مليار طفل ومراهق وشاب إلى البقاء بعيدا عن المدارس والكليات بسبب الإغلاقات المرتبطة بالوباء. أدى ذلك إلى تحويل جذري لممارسات الدراسة والتدريس والمعرفة. العديد من البلدان اعتمدت بسرعة كبيرة الحلول الرقمية مثل الدورات التدريبية عبر الإنترنت والأعمال الفردية المشتركة والمناقشات الشبكية لتحافظ على جودة التعليم أثناء توقف الحياة اليومية.
هذه الفترة القصيرة لكنها مثيرة للاهتمام أثبتت عدة نقاط مهمة فيما يتعلق بتكامل التكنولوجيا مع التعليم:
فوائد استخدام التكنولوجيا في تعزيز تجربة التعلم
1. الوصول الشامل إلى التعليم:
مع وجود شبكات إنترنت واسعة النطاق ومتاحة وبرامج برمجيات مجانية تقريبًا، يمكن الآن تقديم التعليم لأعداد أكبر من الطلاب بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاقتصادي الاجتماعي الحالي.
2. المرونة الزمانية المكانية:
يوفر التعليم الإلكتروني فرصة فريدة للسماح للطلاب بمواءمة دراساتهم مع متطلبات حياتهم الشخصية الأخرى مما يخلق بيئة تعلم أكثر مرونة وكفاءة.
3. تعديل المحتوى ليناسب الجميع:
يتيح التعلم الرقمي للمعلمين تصميم المواد بناءً على الاحتياجات الخاصة لكل طالب وهو أمر ضروري خاصة بالنسبة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين قد يستفيدون من أشكال مساعدة مختلفة كاللغة الأبجدية البديلة وغيرها.
على الرغم من هذه الفوائد الواضحة، فإن انتقالنا المفاجئ للعالم الرقمي خلال فترة قصيرة يعرض أيضًا بعض التحديات:
مواجهة حتمية للتحديات والنقائص
1. المساواة الرقمية:
رغم قدرته على توسيع نطاق الوصول العام إلا أنه ليس كل الأطفال لديهم نفس الفرصة للاستفادة الكاملة منه؛ حيث ينقص الكثير منهم الأدوات الأساسية اللازمة لهذا النوع الجديد من التعلم.
2. الصحة النفسية والاجتماعية:
يمكن أن يؤدي انعدام التواصل الشخصي المحضور بين المعلمين والزملاء إلى عزل اجتماعي واقتراب ضعيف نسبياً مقارنة بحياة الفصل الدراسية الاعتيادية والتي تعد مصدر دعم نفسي كبير لدى البعض.
3. تخويف الخبرة التقنية:
قد يشكل عدم معرفة أمور بسيطة كتبادل الملفات عبر وسائل الإعلام الحديثة عبءاً جديداً أمام معظم الأكاديميين وقد يحول دون فهم واستخدام المنصات الإلكترونية الجديدة بكفاءة عالية الأمر الذي سيؤثر بطبيعة الحال على فعالية عملية التعلم نفسها وتقديم محتواها بصورة مناسبة وممتازة.
من هنا يبدو واضحاً بأن غرس ثقافة رقمية جديدة ضمن المجتمع العلمي أصبح مضرب المثل حالياً ولم يعد اختياراً مطروحاً بل أصبح حاجة ماسّة لقضاء وقت أقل تحت وطأة ظروف استثنائية كهذه الظروف الصحية الاستثنائية عالمياً وعلى المدى القصير أيضاُ! لذلك دعونا نتأمل سوياً كيف ستكون مستقبل الصناعة التعليمية وأنظمتها المختلفة ولنقف عند تلك اللحظة التاريخية الهامة المؤقتة ولكن ذات القدر الكبير جداً للتغيير!