غار حراء، الموقع الجبلي المميز في مكة المكرمة، يحمل مكانة خاصة في تاريخ الإسلام. هذا الغار، الواقع في جبل النور، شهد لحظة تاريخية هامة عندما اختار الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الأنبياء. قبل نزول الوحي عليه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي أوقاتاً طويلة في هذا الغار، يختلي فيه ويستغرق في التأمل والتفكر.
يقع غار حراء على بعد حوالي 4 كيلومترات شمال شرق مكة المكرمة، وترتفع قمته إلى 624 متراً. شكل الغار عبارة عن فتحة صغيرة في صخرة الجبل، يبلغ طولها 4 أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع الذراع. رغم صغر حجمه، إلا أنه كان كافياً لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم خلال فترة خلوته.
في غار حراء، نزل الوحي الأول على النبي صلى الله عليه وسلم من خلال جبريل عليه السلام، حيث تلقى الآيات الأولى من سورة العلق. هذه اللحظة كانت بداية رسالة الإسلام التي ستغير وجه التاريخ. بعد البعثة، لم يعد النبي صلى الله عليه وسلم يختلي في غار حراء، لكنه ظل مكاناً مقدساً في قلوب المسلمين.
اليوم، يعتبر غار حراء مزاراً هاماً للحجاج والمعتمرين الذين يزورونه خلال رحلاتهم إلى مكة المكرمة. الصعود إلى قمة جبل النور يتطلب حوالي ثلاثين دقيقة من المشي، مع وجود 1045 درجة للصعود. رغم الصعوبة، فإن الزوار يجدون في هذا المكان روحانية خاصة، حيث يمكنهم رؤية مكة المكرمة من أعلى الجبل.
غار حراء ليس مجرد موقع تاريخي، بل هو رمز للروحانية والإيمان. إنه شهادة على بداية رسالة الإسلام ورحلة النبي صلى الله عليه وسلم نحو العالمية.