تناول العديد من العلماء المسلمين تعريف الفقير والمسكين وفقاً للشريعة الإسلامية، رغم الاختلاف في تحديد الحدود الدقيقة لهذه التصنيفات. بشكل عام، يُعتبر الفقير الشخص الذي يفتقر إلى الثروة التي تغطي نفقاته ونفقات عائلته، لكن لديه القدرة على العمل لكسب رزقه. هذا يعني أنه قد يعمل في مهنة مثل التجارة أو الزراعة، لكن دخله ليس كافيًا لتغطية احتياجاته. مثال مناسب يمكن الاستشهاد به هنا هو حالة الأشخاص الذين يديرون أعمال صغيرة ولكنها غير قادرة على تحقيق دخل ثابت يكفي لأجورهم وأسرهم.
بينما يتميز المسكين بأنه شخص فقير بالإضافة إلى افتقاره للقوة الجسدية أو العمرية اللازمة لإنتاج الدخل. هذه الفئة تشمل الأفراد الأكبر سنًا الذين فقدوا قدرتهم على العمل، والأيتام والأرامل وغيرهم ممن يعانون من إعاقة تحرمهم من الحصول على وظائف منتجة. هؤلاء الأشخاص يعتمدون بشكل كبير على المساعدة الخارجية للحصول على المؤونة الضرورية للعيش بكرامة.
وفي القرآن الكريم والسنة النبوية نداء واضح لدعم هذين النوعين من الفقراء عبر الزكاة والصدقات. يقول الله تعالى في سورة التوبة آية 60: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين". وهذا يؤكد أهمية دعم كلا الفئتين ضمن مجتمع مسلم موحد ومتكامل.
ومن الجدير بالذكر أيضًا اختلاف الرأي بين بعض المدارس الفقهية حول درجة حدة الحالة بين الفقير والمسكين. بينما ترى المدرسة الماليكية أن المسكين هو الأكثر حرماناً بسبب عدم قدرته على العمل، فإن مدرستي الشافعية والحنفية تعتقد بأن الفقير يحتاج إلى مزيد من الدعم لأنه أقل عرضة للسعي بنشاط للحصول على موارد نفسه. ومع ذلك، تتوافق جميع المدارس في الاعتراف بحالة الاحتياج لكلتا الفئتين والاستحقاق المشترك لهم للاستفادة من نظام الزكاة الإسلامي.