تولى الملك عبد الله الأول بن الحسين العرش الهاشمي الأردني في عام 1921 وأصبح رمزاً للسيادة والاستقرار خلال فترة حاسمة في تاريخ المنطقة. كانت ولايته التي استمرت لما يقارب الـ24 عاما تتسم بالتحديات السياسية والدبلوماسية المتعددة الأوجه.
ولد الأمير عبد الله بن الحسين عام 1882 لعائلة هاشمية نبيلة لها جذور عميقة في شبه الجزيرة العربية. بعد وفاة أخيه الأكبر, أصبح هو ولي عهد عمه الشريف حسين بن علي أثناء الثورة العربية الكبرى ضد الإمبراطورية العثمانية. مع نهاية الحرب العالمية الأولى وهزيمة القوى المركزية, ظهرت دول جديدة تشكل خرائط الشرق الأوسط الحديثة. جاء دور بريطانيا كقوة محتلة لتثبيت وضعها عبر تعيين الشخص المناسب لقيادة المملكة الجديدة - ابن رشيد الجليل.
في مثل هذا السياق المضطرب, اعتلى عبد الله أولاده العرش باسم "الملك"، مستلهمًا مقولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول أهمية العمل بالأمانة والإحسان للمعوزين والمحتاجين. وقد مثلت هذه الرؤية أساساً لفلسفة الحكم لديه والتي ركزت بشكل أساسي على بناء الدولة والشعب والثقة بينهما. وكانت إحدى مبادراته البارزة هي إنشاء الجيش العربي الأول مما كان له تأثير كبير على الأمن الداخلي والعلاقات الخارجية للأردن آنذاك.
خلال سنوات حكمه الطويل نسبياً مقارنة بالملوك الآخرين في عصره, واجه العديد من المحن بما فيها النزاعات الحدودية واندلاع ثورات داخلية بالإضافة إلى تهديدات خارجية متزايدة بدأت بموجات الهجرة اليهودية المكثفة نحو فلسطين وما رافق ذلك من توتر وتوترات سياسية واقتصادية كبيرة. وعلى الرغم من تلك العقبات, نجح الملك عبد الله الأول في ترسيخ وجود واستقلالية بلده الوليدة حتى وفاته المفاجئة عام 1951 إثر اغتياله خلال أدائه شعائر الحج الإسلامي المقدسة. ترك خلفه دولة قوية ومؤسسات سيادية ساهمت لاحقا بتشكيل صورة الأردن المعاصر كمملكة مستقرة ومتقدمة سياسياً واقتصاديا.