تحول وسائل التواصل الاجتماعي: تأثيرها على الصحة النفسية للناشئين

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثير من الناس اليوم، خاصة الناشئة منهم. هذه المنصات الرقمية توفر شبكة عالمية للتواصل والترفيه و

- صاحب المنشور: فادية بن عطية

ملخص النقاش:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثير من الناس اليوم، خاصة الناشئة منهم. هذه المنصات الرقمية توفر شبكة عالمية للتواصل والترفيه والتعبير عن الذات. ولكن مع هذه الامتيازات تأتي تحديات كبيرة تتعلق بالصحة النفسية. هذا المقال يبحث في التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للناشئين ويستكشف الطرق التي يمكن بها الحد من تلك التأثيرات الضارة.

في العصر الحالي، أصبح استخدام الهاتف المحمول والأجهزة الإلكترونية الأخرى أمرًا يوميًا بالنسبة للأطفال والمراهقين. وفقا لدراسات حديثة، فإن أكثر من 95% من الأطفال بين عمر الـ12 و17 عام يستخدمون الإنترنت يوميا، مع وجود غالبية هؤلاء المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل Facebook, Instagram, TikTok, Snapchat وغيرها.

هذه التعرض المتكرر قد يؤثر سلبا على الصحة النفسية للشباب بطرق متعددة. أولى هذه الآثار هي زيادة مستويات القلق والتوتر. حيث يشعر العديد من الشباب بأنهم ملزمون بمراقبة وتحديث صفحاتهم طوال الوقت لتجنب فقدان الأصدقاء أو فرص التفاعل الاجتماعية. كما ان المنافسة غير الصحية لإظهار أفضل نسخة من نفسك عبر الصور والفيديوهات قد تؤدي إلى شعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس.

التسلط الإلكتروني

تعتبر مشكلة أخرى مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي وهي التنمر الإلكتروني أو البولينج. هذا النوع من العدوان يتم عادة بإخفاء الهوية مما يجعل الأمر أكثر خطورة وأقل قابلية للمعالجة. حتى وإن لم يكن الشخص الذي يقوم بالتوجيه السلبي مباشراً، إلا أنه يمكن أن يكون له آثار نفسية عميقة.

النوم والصحة العامة

بالإضافة إلى الجوانب النفسية، هناك أيضا قضايا صحية عامة تظهر نتيجة للاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي. الحركة الليلية المرتبطة بتصفح الفضاء الرقمي تساهم في اضطرابات النوم لدى الشباب. كذلك، الدراسات أثبتت ارتباط استخدام الوسائط الرقمية لفترة طويلة بالإصابة بالأمراض الجسدية كالسمنة وضعف النظر.

الاستراتيجيات الوقائية

من المهم تعليم الشباب كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأمان وصحة أكبر. هنا بعض الاستراتيجيات المقترحة:

  • الإشراف الأبوي: يجب على الآباء مراقبة نشاط أبنائهم على الانترنت ومتابعة محادثاتهما ومحتوى الفيديوهات والبرامج المرئية.

  • وضع حدود زمنية: تحديد ساعات محدودة لاستعمال الأجهزة اليومية ويمكن تطبيق ذلك باستخدام أدوات التحكم الأمومي الموجودة في معظم الأجهزة الحديثة

  • تعزيز الوعي الذاتي: تشجيع الأطفال على فهم أهمية النظافة المعلوماتية وكيف يحافظوا على خصوصيتهم والحفاظ على سلامتهم عندما يعبرون الحدود الرقمية.

  • أنشطة بديلة: تقديم خيارات لألعاب تقليدية وعروض مسرحية وأنشطة خارجية لتحويل التركيز بعيداً عن الشاشات.

هذه مجرد بداية للحوار حول موضوع حساس ومعقد للغاية. إن العمل المشترك بين العائلات والمعلمين والمعالجين النفسيين ضروري لحماية جيل المستقبل وتقديم بيئة رقمية آمنة لهم.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات