بدأ النقاش حول كيفية استخدام السينما كوسيلة قوية لغرس مفاهيم معينة في وعي الجماهير، بتحرير ظل العقل (@Zill_AlAql) الذي أثار الموضوع: "كيف يتم استخدام السينما لغرس مفاهيم معينة في وعي الشعوب؟". تلقى هذا السؤال اهتمامًا كبيرًا، حيث قدّم المشاركون رؤى متعددة تستكشف دور السينما في التأثير على المجتمع.
الدور القوي للسينما كمحرك أيديولوجي
بدأ عبد الولي المراكشي بالتأكيد على أن السينما تعمل كأداة قوية لإعادة تشكيل وتشكيل آراء المجتمع. يُظهر اختيار موضوعات رئيسية مثل "الهروب من القمع" أو "التحرير" كيف تنقل الأفلام أيديولوجيات معينة، حيث يُبرز استخدام الشخصيات المختلفة - سواء كانوا "أبطالًا" تمثل القيم المرغوبة أو "خصومًا" يُعارضونها - هذه الأفكار. إضافةً إلى ذلك، قدم عبد الولي ملاحظات حول دور التصرفات والسرديات في تغيير الوعي الجماعي حول قضايا سياسية أو ثقافية.
تأثير "الروشتة" وإدارة التصور
رد عبد الحق المهيري على هذه النقطة بتساؤل حول من يحدد "التصورات" التي تنقلها السينما، مشيرًا إلى أن هذه الروشتة قد تكون مدببة. لفت انتباه المشاركين إلى أن علاقة صانعي الأفلام بجمهورهم قد لا تكون دائمًا منظمة، وأن الرؤى المختلفة بين مصنِّفي السيناريوهات والجماهير يمكن أن تؤثر على فعالية هذه التصورات. رغب عبد الحق في إبراز قوة الأفكار المتماسكة التي تُسهل نقل وجهات النظر.
ختمت هذه النقاشات بالإشارة إلى أن السينما ليست مجرد صناعة ثقافية، بل هي منصة يتم عبرها تبادل الأفكار والقيم. فالخطوات التي يتخذها صانعو الأفلام في اختيار الموضوعات وتشكيل السرد قد تحدث تأثيرًا بالغًا على كيفية رؤية المجتمع لنفسه، مما يبرز دورها في التأثير الواسع والمباشر على الوعي الجماعي.
كما أشار النقاش إلى ضرورة فحص هذه "الروشتة" بدقة، للتأكد من تطابق المصالح والرؤى بين صانعي السينما وجماهيرهم، حيث أن الفوارق في هذا التطابق قد تضعف من فعالية الأفكار المنقولة عبر الشاشات. بالإضافة إلى ذلك، يتحمل صانعو الأفلام مسؤولية كبيرة في تصميم أفلامهم لتكون عكسًا للقيم والمثل التي يُرغب بتجسيدها.
في المجمل، نستطيع القول إن السينما تحمل في طياتها قدرة كبيرة على الحكاية والتأثير، حيث تُظهر كيف يمكن لوسيلة الترفيه أن تصبح ميدانًا للجدل والتعبير عن القضايا المعقدة في المجتمع.