العلم، ذلك الرمز الخالد للهوية، يحكي قصصاً عريقة عبر الزمن، تعكس روح الأمّة وتاريخها. إنه أكثر من مجرد قطعة نسيج؛ إنها رسالة تجسد الهوية والقيم المشتركة للأمة. ومع تقديس العديد من المجتمعات لعلمها، أصبح اعتبار يوم خاص يحتفل بهذا الرمز ضرورة ملحة لتعزيز الروابط الوطنية وتعليم الأجيال الشابة أهميته.
بالعودة إلى جذور الفكرة، يعود استخدام العلامات الجلية إلى حضارات القديمة، حيث تمثل الأعمدة والأشياء المرئية الواضحة رابطاً مرئياً للقوات والجماهير. وفي الإسلام، كان استخدام الرايات البيضاء والسوداء علامة موحدة للجيش خلال المعارك والحروب. وبمرور الوقت، تطورت هذه الأيقونات ليصبح العلم القطعة الأكثر شهرة وتمثيلاً لدولة ما.
وفي إطار رسم خارطة طقسية للهويات الوطنية الحديثة، جاء قرار إعلان تاريخ محدد للاحتفال بالعلم خطوة حاسمة نحو الاعتراف الرسمي بإنجازات الماضي ورؤى المستقبل. ومن هنا تأتي أهمية ثاني نوفمبر - وهو تاريخ مختار بشكل ذكي من قبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، زعيم الإمارات العربية المتحدة - باعتباره يوماً عالميًا للعلم. وهذا القرار ليس مجرد اعتراف رمزي بتاريخ البلاد وحاضرها فحسب ولكنه أيضاً دعوة لاستدامة تراثها الثقافي والديني الفريد.
وعلى الرغم من تنوع الطقوس والاحتفالات المرتبطة بيوم العلم حول العالم، فإن جوهر الحدث يبقى ثابتًا. فالاحتفال قد يأخذ أشكال مختلفة مثل بناء أعمال فنية ضخمة للعلم، ارتداء ملابس تحمل ألوانه أو تنظيم فعاليات عامة مشتركة لمناقشة طبيعة وطابع النسيج الوطني وما يمثله من شعارات ودلالات. ويتنوع دور التعليم والصناعة الإعلامية أيضًا أثناء تلك الأحداث لإلقاء مزيدٍ من الضوء على وجاهة واستحقاق الحملة الداعمة لهذه المناسبات الاجتماعية الهامة بالنسبة للأمم والشعوب المختلفة.
وبهذه الطريقة، يعمل يوم العلم على تثبيت ارتباط وثيق بين الشعب والعالم الخارجي بينما يستعيد وينشر بصيرة خاصة بتراث وإنجاز شعب معين داخل حدود دولتيه المحلية والعالمية ذات الشمول المتزايد باستمرار.