تُعتبر عملية الزواج في الثقافة الصينية تجربة فريدة وغنية بتاريخ طويل ومجموعة متنوعة من العادات والتقاليد. قبل الدخول في العملية الرسمية، هناك عدة خطوات مهمة يجب اتباعها وفقاً للقانون والقيم الاجتماعية. أولاً، يُفترض تحديد العلاقات العائلية للأطراف المعنية للتأكد من عدم وجود روابط قرابة مباشرة. كما يتطلب القانون الصيني الحصول على بطاقة هوية شخصية ومعلومات رسمية حول الصحة العامة وتأكيد الحالة الاجتماعية لكل طرف. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يحقق المتزوجان فترة إقامة في البلاد لمدة سنة على الأقل وأن يصل كل منهم سن السابعة عشرة على أقل تقدير.
بعد التأكد من استيفاء هذه الشروط، تبدأ مرحلة اختيار الزوجة. هنا، تلعب عادة "سوق الاختيار" دوراً مميزاً. حيث يوجد سوق شهير في مدينة شنغهاي يستقبل الزوار مرتين فقط في الأسبوع، وهو يوفر فرصة للآباء والأمهات لرؤية وصفات محتملة لعرائس عبر عرض تفاصيلهن. بمجرد توافق الأسرتين، تبدأ التحضيرات للعرس بما في ذلك ارتداء ملابس حمراء - رمز الحظ الجيد والحب - وتقديم أطباق تقليدية مثل "Jiaotzi".
لكن ما يجعل مراسم الزواج الصينية أكثر خصوصية ودرامياً هي طقوس النقل القديم للعروس إلى بيت العريس بدون رؤيتها مسبقا. تنقل العروس بشكل سري داخل محفة مغلقة حتى لحظة تسليم المفتاح للعريس الذي يمكنه حينها رؤية عروسه للمرة الأولى. إن لم تعجبه، لها الحق في إعادة العروس إلى منزلها.
وفي حدث مثير للاهتمام ولكنه نادر الحدوث إلا في ظروف خاصة جداً، قد يحدث ما يسمى بزواج "بعد الموت"، وهو موروث ثقافي يحتفل فيه أفراد الأسرة بربط شخص متوفى بشخص حي بهدف تحقيق الرخاء والسعادة حسب الاعتقاد الشعبي القديم. وهذا النوع من الاحتفالات التي ظهرت مؤخراً في مقاطع فيديو عبر الإنترنت، يعد انعكاساً عميقاً لقوة الروابط العائلية والمعتقدات التاريخية لدى الشعب الصيني.
هذه ليست سوى نظرة سطحية ولكنها حيوية حول كيفية تأثير التجربة الغنية والتاريخ الطويل للثقافة الصينية على مراسم الزواج التقليدية لديها.