تعدّ محافظة البحيرة واحدة من أهم محافظات مصر، ولها تاريخ غني ومعالم ثقافية فريدة تعكس روح وثقافة المصريين القدماء. يتم الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة سنويًا للتذكير بتاريخها المجيد وإبراز دورها البارز في تشكيل هوية البلاد الثقافية والتاريخية. يرجع تاريخ وجود الإنسان في منطقة البحيرة إلى عصور ما قبل التاريخ؛ فقد كانت موطنًا للعديد من الحضارات القديمة مثل حضارة الفراعنة وحضارة اليونان الرومانية. تدل الآثار الموجودة هنا على مدى أهميتها عبر الزمن.
يتضمن العيد القومي للمحافظة مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تساهم في إظهار تراث المحافظة المتنوع. تقام فعاليات فنية وفلكلورية تعرض التراث الشعبي والحرف التقليدية التي اشتهرت بها المنطقة منذ القدم. كما توفر هذه المناسبة فرصة لعرض المنتجات المحلية والإبداعات الفنية المحلية أمام الجمهور الواسع. بالإضافة لذلك، ينظم مهرجان للأطعمة الشعبية يعرض أشهر وألذ الأكلات الخاصة بالمكان ويجمع بين مأكولات البحر والمزارع معًا لتقديم تجربة طعام لا مثيل لها.
كما تتميز احتفالات العيد بتنظيم مسيرات شعبية وزيارات لمعالم السياحية الشهيرة داخل حدود المحافظة وخارجها أيضًا، بما فيها المواقع الأثرية والمعابد الفرعونية وغيرها الكثير والتي تعد شاهداً حياً على مجد الماضي وعظمة الحاضر. ومن المعروف أيضاً أن سكان البحيرة معروفون بشغفهم الكبير بالقراءة والثقافة؛ لذا فإن معرض الكتاب السنوي جزء أساسي من البرنامج العام لهذا الحدث الوطني الهام والذي يوفر فرصة كبيرة لكل محبي الأدب لدراسة أعمال كبار المؤلفين ومؤسسي النهضة المصرية الجديدة.
ومن الجدير ذكره أنه تتخلل كل تلك الفعاليات تنظيم ندوات وورش عمل تثقيفية تقدم معلومات قيمة حول تاريخ المنطقة واستراتيجيات تطوير مستقبلها سواء فيما يتعلق بصناعة السياحة أم غير ذلك مما يساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تحقيق الرخاء الاقتصادي للسكان المحليين كذلك تنمية المجتمع ككل نحو مستقبل أكثر ازدهارا وانفتاحا.
في الختام، يعد عيد محافظة البحيرة فرصة عظيمة ليس فقط للاحتفال بالتراث المشرف لهذه الأرض الطيبة ولكن أيضا لتحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز روابط الأخوة والألفة بين كافة طبقات وشرائح المجتمع المصري تحت مظلة وطن واحد كبير موحد ومتسامح يحترم دينه وأخلاقه وتراث أبائه وأجداده الأصلاء..