وُلد عبد الملك بن مروان، أحد أشهر خلفاء بني أمية، في المدينة المنورة، إحدى مدن شبه الجزيرة العربية، تحديدًا في العام 646 ميلاديًا أو 647 ميلاديًا. نشأ في المدينة المنورة، حيث تلقى تعليمه وتتلمذ على يد كبار الصحابة مثل عبدالله بن عمر وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهم. برع في الفقه حتى أصبح من فقهاء المدينة المشهورين.
مكث عبد الملك في المدينة المنورة معظم حياته قبل أن يتولى الخلافة، ولم يغادرها إلا لحج أو لجهاد. شارك في فتح شمال إفريقيا في عهد معاوية بن أبي سفيان. تولى الخلافة بعد وفاة أبيه في رمضان من العام 65 هجريًا (685 ميلاديًا)، ووجد الدولة الإسلامية قد تنازعتها خمس دول. رأى عبد الملك أن هذه الدول لا رابط يجمع بينها سوى العداء لبني أمية، فتركهم في البداية يأكل بعضهم بعضًا.
كان عبد الملك بن مروان خامس خلفاء بني أمية، وحكم من 685 إلى 705 ميلاديًا. أعاد تنظيم الحكومة واعتمد اللغة العربية لغة إدارية في جميع أنحاء إمبراطوريته. يُذكر أن معاوية بن أبي سفيان استعمله في شؤون المدينة المنورة وهو ابن 16 عامًا، مما يدل على فطنته وقوته. بعد وفاة والده، انتقلت إليه خلافة أبيه، وتمكن من ضبط أمور البلاد وأظهر قوته وهيبته وجبروته على المعاندين الحاقدين. يُعزى إليه الفضل في نقل الدواوين من اللغة الفارسية والرومانية إلى اللغة العربية، وضبط النقاط والحركات على الحروف، وهو أول من صك الدنانير في الإسلام وأول من نقش على الدراهم باللغة العربية.
توفي عبد الملك بن مروان في دمشق في شهر تشرين الأول من العام 705 ميلاديًا.