يصادف يوم الوطن السعودي الثامن والعشرين من ذي القعدة حسب التقويم الهجري، وهو يعود بتاريخ ميلاده الفريد والهام إلى الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول في العام الميلادي 1932م. هذا الحدث الجليل تمثل فيه ميثاق جديد لتأسيس الدولة الحديثة تحت اسم "المملكة العربية السعودية"، وذلك بحسب الأمر الملكي الصادر خلال جلسة المجلس الأعلى للدولة التي انعقدت في الخامس عشر من جمادى الأولى لعام ألف وثلاثمائة وخمسة وأربعين للهجرة.
يتضمن هذا القرار المهم وضع الدستور الرسمي للدولة وتعزيز الوحدة الوطنية مستنداً أساسياً للشريعة الإسلامية الغراء. ويظل ذكرى هذه اللحظة التاريخية محفورة بعمق في ذاكرة الأمة السعودية، مما يخلق شعوراً قومياً عميقاً يجسد الروح الموحدة للأمة منذ تلك الفترة حتى الآن.
وتعتبر احتفالات يوم الوطن السعودي جزءاً أصيلاً من تراث الشعب السعودي الطويل، تعبيراً صادقا عن امتنانه للجهود البطولية للمؤسس الأول لهذه الربوع الخضراء -الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله-. تشهد المناسبة عادة سلسلة متنوعة ومتجددة من البرامج والفعاليات الترفيهية والمعرفية والثقافية والتي تتراوح بين العروض الخاصة والمهرجانات العامة والحملات الإعلامية وغيرها الكثير. حيث تُبرز هذه الأحداث غنى التراث المحلي وتنوع ثقافة المجتمع السعودي وانفتاحه عالميًا مع الحفاظ على موروثاته ومبادئه العريقة.
بالرغم من اختلاف الظروف والتطورات السياسية والاقتصادية العالمية؛ يبقى يوم الوطن السعودي رمزاً متوهجاً للقوة الداخلية ووحدة الصف ووطنية كل مواطن سعودي عبر مختلف مناطق الوطن المترامية الأطراف. فهو الوقت المثالي لإعادة التأكيد مجدداً على الولاء والانتماء لوطننا الكبير ولشعبنا الملهم بتاريخه المشرف ومنجزاته المستمرة نحو تحقيق المزيد من التنعم بالأمان والاستقرار والبزوغ بمكانة اقتصادية واجتماعية مميزة جديدة لكل أبناء وبنات الوطن الكريم.