لعبت وسائط المواصلات دوراً محورياً في تشكيل مسار التاريخ البشري وتسهيل الحياة اليومية. بدءاً من أقدم الوسائل البدائية وحتى ابتكارات القرون الوسطى؛ شهد العالم طيفاً واسعاً من الاختراعات التي غيرت وجه العالم. قبل ظهور السيارات الحديثة والحافلات العملاقة، كانت طرق الناس الرئيسية للنقل تعتمد بشكل كبير على الطرق الطبيعية والميكانيكية البسيطة.
في زمن ما قبل الأحداث الجيولوجية الكبرى مثل الثورة الصناعية، كان الإنسان يستغل القوة الحيوانية لأداء أغراض التنقل المختلفة. الخيول والبغال والإبل كانوا رفقاء سفر ثابتين للمسافرين والتجار الذين قطعوا المسافات الشاسعة بحثا عن التجارة والثقافة الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، تطورت أدوات نقل بسيطة كالأدراج والجرار اليدويين لمعاونة الأشخاص والأمتعة الثقيلة.
بالإضافة إلى هذا، كان البحر يوفر أيضاً طريق إستراتيجيًا لإنجاز عمليات التسليم التجارية والسفر بين المدن. استخدم القدماء الزوارق الصغيرة والعبارات وأخيراً سفن الشحن الضخمة التي ساهمت بتأثير عميق على الاقتصاد العالمي منذ القدم حتى الآن. حتى مع تقدم التصميم البحري، ظلت هذه الطرق ملاذ رئيسياً للعديد من المجتمعات المحلية خاصة تلك المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وغيرها الكثير.
بمرور الوقت ونشوء مدن جديدة ومعقدة الهيكل، ظهرت حاجة ملحة لتحسين شبكات المواصلات الداخلية مما دفع سكانها لتطوير تقنية عربات الدواب ذات العجلات والتي يمكن تحريكها بواسطة حصان واحد أو أكثر حسب حمل الحمولة المرغوب فيها. وكانت العربات تصنع غالباً من خشب الأشجار القوية ومزودة بمصدات خشبية لحماية راكب السيارة من آثار الطريق الوعرة وذلك باستخدام سنابليتين مصنوعتين يدوياً للسير بها الأمامية والخلفية.
وفي نهاية الأمر، فإن التاريخ الغني لوظيفة حركة النقل يعكس مدى توفيق الإنسان للتحديات البيئية والصعبة وكيف أثرت قدرته على التكيف وإيجاد الحلول الإبداعية في توسيع نطاق تأثير الإنسانية حول العالم وتحقيق مستوى جديد تمامًا من التواصل الاجتماعي والمعرفي بين البشرية جمعاء.