تعتبر المملكة المغربية واحدة من الدول العربية الأفريقية ذات التاريخ المضني والصمود البطولي. تتمركز البلاد جغرافياً بين شمال غرب القارة الأفريقية، تحدها الجزائر شرقاً وموريتانيا جنوباً بينما تمتلك شواطئ ساحرة تواجه بحارين أساسيين هما: البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق الضيق. العاصمة السياسية للدولة تقع في مدينة الرباط أما المدينة الأكبر مالياً فهي الدار البيضاء. تغطي هذه المساحة الواسعة أكثر من 710 ألف كيلومتر مربع يسكنها نحو 34 مليون مواطن.
ومنذ القدم، شهد المغرب معارك عديدة ضد غزوات خارجية متكررة حتى وقع تحت الحكم المستعمر لأكثر من قرن خلال القرن العشرين نتيجة اتفاقيتي فاس (عام ١٩١٢). ظل المواطنون يُقاومون ويظهرون روح الوطنية والعزة مما أدى لتحديات وصراعات دامية تصاعدت إثر صدور "الظهير البروبر" الشهير والذي أصدرته السلطة الفرنسية للحكم المحمي في مايو العام ١٩٣٠ بهدف زعزعة الوحدة الداخلية للشعب لكن الأمر انتهى بانقلاب جذري وقيامي الأمير الشاب آنذاك وسيم الذكر ملك الحقوق عبد العزيز بن يوسف المعروف باسم السلطان محمد الخامس –رحمة الله - الذي قاد حركة مقاومة بطولية ضمت كل الفئات الاجتماعية والفئات العمرية المختلفة واسفر عنها تنازل الدولة المحتلة عنه لاحقاً وتم عزله وابعاده هو وزوجته وابناؤه الى جزيرة كورسica ثم الجزيرة الاخرى Madagascar إلا أنه وعلى غير توقُّع خصومه واصل نشاطَه السياسي ولم يستطع النظام الاستعماري ابدًا حرمان وطنه الأم من دعمه وشعبيته الواسعه هناك .
وفي الوقت ذاته، كانت الاحداث المرتبطة بغزو اسبانيا لمنطقة الصحراء الغربية محوراً رئيسيًا آخر لهذه الفصول التاريخية الخطيرة إذ عكس مستوى شدة حماس المدافعين عن سيادة اراضي امتهم وكيف حالفت الظروف موقف هؤلاء المناضلون بأنفسهم وكذلك طبقة الحكام الذين رفضوا الانصياع لرغبات المتحالفين الأوروبيون لمدة طويلة نسبيا ولذلك اتخذ قرار بإعادة تسليم سلطتها التامة للسيد المصطفى محمد الخامس مرة أخرى ليواصل دوره الوطني المنشود مطلع تشرين الثاني /نوفمبر لسنة خمس وخمسين ومائة واربع عشرات ميلادية بدون سابق إنذار وكانت المفاجأة المنتظره عندما اكتشف الجميع مدى نجاعة قيام انتفاضة شعبية ضد المستعمرتين فرنسا وإسبانيا لانهاء حالة الخنوع تلك لصالحها ثم جاء يوم الثلاثاء الواقع فيه ثمانية عشر تشرين الثاني لتكون النهاية المؤلمة لحالة الطوارئ المعلنة سابقا ودخول مرحلة الاعتراف الرسمي باستقلال المغرب رسميا ..وبالطبع فان ذكرى تكريم سكان بلدنا لجلالة الملك المؤسس المسلم صاحب الجلالة محمد الخامس تشغل مكان الصدارة ضمن قائمة اهتمامات المجتمع عامة كونها رمزا للعزة والكرامة والتحرر بالإضافة لأنها ساهمت كذلك بتأكيد اعلاء مقام رابط القيادة الشعبيه الموحدة داخل حدود بلدان المقاطعات التسعة المتجاوره فنحن هنا اذ نتوجه نحوك ايها الزائر الكريم للتأكد لك ايضا اهمية مراسم تخليد مثل هاته الاحتفالات تعزيز الروابط وتجديد الولائات لشخصيات بارزه شكل وجودها فارغا في النفوس وفي ذاكرة التاريخ.