الطاقة المدية، المعروفة أيضًا باسم الطاقة القمرية أو طاقة مد وجزر، تعتبر واحدة من الأنواع الأكثر فريدة ومستدامة للطاقة المتجددة. تنبع هذه الطاقة من تحركات المد والجزر الناجمة عن الجذب المغناطيسي للقمر والشمس على جسم الأرض الدوار. وعلى الرغم من مزاياها الواعدة، إلا أنها تواجه بعض التحديات التي تحد من انتشارها.
مميزات الطاقة المدية:
- التنوع البيئي: تعد إحدى أهم مزايا الطاقة المدية هي صديقتها للبيئة. فهي طريقة خالية تمامًا من الانبعاثات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون والذي يساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري. بالإضافة إلى ذلك، لا تؤثر عملية إنتاج هذه الطاقة سلبًا على الحياة البحرية مثل الأسماك وغيرها مما يحمي النظام البيئي البحري.
- التوقع والدقة: تتميز قدرة المد والجزر على التحكم والتوقعات بشكل دقيق للغاية. وهذا يعني أنه يمكن جدولة عمليات الإنتاج لتلبية احتياجات الشبكة الكهربائية بدقة عالية.
- المستدامة: نظرًا للاعتماد الكلي لها على الظواهر الطبيعية غير قابلة للنفاذ -مثل دورانه للأرض وحركة الأقمار الصناعية والأجرام السماوية الأخرى- فإن مواردها لن تنضب أبدا.
- الحماية للاستثمار: بما أن كمية الطاقة المنتجة معروفة دائماً ويمكن حسابها، فإن الاستثمار فيها يشكل مخاطر أقل بكثير مما يحدث عند الاعتماد على مصادر أخرى قد تتغير نتيجة عوامل الطقس الخارجية مثلاً.
عيوب الطاقة المدية:
- المكان المناسب: يتطلب تطوير مشاريع الطاقة المدية مواقع ذات ظاهرة مرتفعة بدرجة كبيرة من ارتفاع ونزول الماء خلال اليوم بمقدار خمسة أمتار فأكثر وهو ليس موجود بكل المناطق الساحلية بل فقط بنحو ١٠٠ مكان منتخب حول globe .
- صيانة مكلفة: تتضمن معظم تكنولوجيات توليد الطاقة المرتبطة بهذا النوع صيانة دورية بسبب التعامل مع بيئة بحرية قاسية وذلك لإزالة الصدأ والحفاظ عليها تعمل بسلاسة وكفاءة عالية خاصة وأن جزءً منها غاطس تحت سطح البحر مباشرة .
- تأثيرات جانبية: رغم عدم تأثير مباشر سلبي واضح لكن هناك احتمال صغير بأن تمر بعض الأحياء البحرية المقربة لمجارير التدفق بإحدى حالات خطر بسيطة كتغيير الضغط المفاجئ أو اصطدام جسيم وقد يصل معدلها حوالي %٥-%١٥ حسب الدراسات الحديثة .
على العموم ، تلعب "الطاقة المدية" دورا مهما ومعقدا داخل منظومتنا العالمية للحصول على مصادر موثوقة وعادلة واستراتيجيتها طويلة الامد ستظهر بصورة اكبر عبر السنوات المقبلة اذا تم مواجهة كافة العقبات وطرح حلوله وزيادة البحث العلمي لدعم امكانياتها الهائلة لتحويل مجتمعنا نحو مستقبل أخضر وسليم بيئيًا واقتصاديًا كذلك .