تعد مسألة الزواج من القضايا الحيوية التي تشغل بال الشباب المسلم، حيث يواجه العديد منهم تحديات وعقبات تمنعهم من تحقيق هذا الهدف السامي. ومن أبرز هذه المعوقات:
- غلاء المهور: لقد أدرك سلفنا الصالح خطورة المغالاة في المهور على المجتمع المسلم، حيث تجعل المرأة سلعة تباع وتشترى، بينما المهر في الإسلام له معانٍ رمزية تحقق مصالح كثيرة. وقد حذر عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المغالاة في المهور، مشيراً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكح أحداً من النساء ولم يزوج أحد من نسائه بأكثر من اثنتي عشرة أوقية.
- سيطرة العادات والتقاليد البالية: قد يدفع بعض الشباب إلى الزواج من الفتاة التي لا يحبها خوفاً من كلام الناس، مما يؤدي إلى زيجات غير ناجحة.
- سيطرة النزعة المادية في المجتمع: يركز البعض على تزويج بناتهم للرجل الموسر والمقتدر، أو عدم خطبة الفتاة بحجة افتقار أهلها، على الرغم من أن كثيراً من تجارب الزواج التي تبنى على المصلحة تكون عرضة أكثر للفشل.
- المبالغة في الحلي والولائم والهدايا: الإنفاق الباذخ على الولائم، والهدايا، والثياب، والحلي يثقل كاهل الكثير من الناس.
- عدم تزويج الأكفياء: ينظر البعض إلى الأمور الشكلية في خاطب ابنتهم، مثل وظيفته وأملاكه، فيعتذرون منه بأعذار واهية، على الرغم من كفاءته الدينية والخلقية للزواج من ابنتهم.
هذه المعوقات لها آثار سلبية خطيرة على المجتمع، منها انتشار ظاهرة العنوسة، وعزوف الشباب عن الزواج، وانزلاقهم في مهاوي الرذيلة، وانتشار العلاقات المشبوهة والمعاكسات والسفر إلى أماكن موبوءة لقضاء الشهوات.
ومن منظور الشريعة الإسلامية، يعتبر الزواج مقصداً مهماً من مقاصد الدين، لما يحققه من نتائج وأهداف عظيمة كإحصان الفرج، وتكثير النسل، ووضع اللبنة الأولى في بناء المجتمع ألا وهي الأسرة المسلمة. حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تشجيع المسلمين والشباب عموماً على الزواج، وحث على التيسير في أمور الزواج وعدم المغالاة في المهور. وكان هديه عليه الصلاة والسلام في الزواج من النساء وتزوجيهم مبنياً على التيسير وتخفيف المؤنة وكذلك كان أصحابه رضوان الله عليهم.
