يتمثل التطرف السياسي كظاهرة معقدة ومعروفة تاريخياً عبر الانقسامات الحادة والمواقف المتشددة التي تتخذها مجموعة أو مجموعة صغيرة داخل نظام سياسي يستهدف الحصول على السلطة. هذا النوع من السياسة غالباً ما يتميز بالخطاب العاطفي الشديد والإصرار على تحقيق الأهداف بطريقة غير تقليدية وقد تكون مزعزعة للاستقرار.
يمكن النظر إلى جذور التطرف السياسي في عدة عوامل مثل الظلم الاجتماعي، الفقر، الاضطهاد الديني أو الثقافي، عدم المساواة الاقتصادية، وغياب فرص التعليم الجيد والتدريب المهني. هذه العوامل توفر أرضاً خصبة للتطرف، خاصة عندما يشعر الناس بالإحباط أو التفرد وعدم القدرة على التأثير بشكل فعال ضمن قنوات النظام السياسي التقليدية.
الأسباب الأخرى قد تشمل الخوف من التغيير، الشعبوية السياسية، والصدمات التاريخية التي أدت إلى شعور عميق بعدم الثقة تجاه المؤسسات الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تعزيز انتشار الأفكار المتطرفة بسبب سهولة الوصول إليها عالميًا وانتشار الأخبار الزائفة بسرعة كبيرة وبشكل واسع النطاق.
تأثيرات التطرف السياسي عديدة ومؤلمة. فقد يؤدي إلى العنف المباشر ضد الأفراد الآخرين وأيضا ضد البنية التحتية للمجتمع. كما أنه يزيد من خطر الصراعات الداخلية والحروب الأهلية. وفي نهاية المطاف، يعوق قدرة الدولة على تقديم الخدمات العامة ويضعف الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد.
لتعزيز الوقاية منه وعلاجه، ينبغي التركيز على تعزيز الحكم الرشيد والديمقراطية الحقيقية، وتحسين الفرص المتاحة للأفراد لتحقيق طموحاتهم المشروعة، وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح والقيم الإنسانية المشتركة بدلاً من الخطاب الكاره والجذري. ومن الضروري أيضاً العمل على بناء مجتمع أكثر انسجاماً ومشاركة فعالة بين جميع شرائح السكان لتقليل فرصة ظهور البيئات المؤيدة للتمرد العنيف.