• صاحب المنشور: الهادي الكتاني
  
  ملخص النقاش:
  يتناول هذا الحوار الجذاب جدلية مهمة حول دور ومكانة العمل التطوعي ضمن دائرة الحقوق والمهام الشخصية. يشترك العديد من المتفاعلين في الاعتقاد بأن التعامل مع العمل التطوعي كـ "واجب" قد يحول دون استغلال الإنسان لمواهبه وطاقاته الخيرة، وبالتالي الإضرار بروحه الأساسية. يقترح الجميع التركيز بدلاً من ذلك على تعزيز ثقافة تطوعية مبنية على الاختيار الشخصي والاستمتاع الداخلي الذي يستمدونه من مساعدتهم لأقرانهم.

يجادل كلٌّ من Amr11_172 ومها الصيادي بأن التحويل المؤثر للأعمال الخيرية من "واجب" الى "حق" يؤكد على الهوية اللامادية لهذه المبادرات والتأكيد علي أنها ليست إلزامية ولكنه اختيار شخصي. وهذه الرحلة نحو الانسانية والخير ستكون أكثر شيوعا وأكثر فعالية إذا كانت مستمدة من دافع داخلي غير مقيد أو مرغم بل حرة ومتحرره مثل دفع الحياة نفسها.

بينما يتماشى حامد بن عطية وأعلى بنت ادريس مع هذه الفكرة الأساسية, إلا انهما يدخلان تعديلات دقيقة عليها. بينما يعترف الاثنان بأهمية التشجيع اللاإجباري للسلوك الطوعي، فإن أعلى تؤكد أيضاً على الجانب العملي للحاجة المحتملة لبعض الضبط الخارجي في حالات خاصة لتحقيق متطلبات المجتمعات المختلفة بشكل فعال. وهذا يعني البحث عن توازنة مثلى تجمع بين الحرية الشخصية والمسئوليات العامة لدعم فوائد العدالة والتقدم الاجتماعي بصورة شامله .

بشكل عام, يبدو أن الحجة المشتركة داخل نقاشنا ترتكز علي اعتبارهما بالتطوع كتعبير انساني ذاتي قبل اي شيء آخر - وهو زاوية نظر تستحق الاكتشاف العميق والتبصر المستمر فيما يتعلق بتطوير سياسات دعم وتنشيط البرامج الثقافية والفكرية المرتبطة بهذا النوع الخاص من الخدمة الذاتية وغير المدفوعة الاجر والتي تعتبر ركن هام لبناء حضارة الانسان الحديث والمعاصر.