هورست هروبيش، الاسم الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بكرة القدم الألمانية والعالمية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، هو أحد أبرز الحراس الذين شهدتهم لعبة كرة القدم الكلاسيكية. ولد هذا الحارس الكبير يوم 22 مارس عام 1958 في مدينة توبينغن الواقعة جنوب غرب ألمانيا. بدأ مسيرته الرياضية مع نادي بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني قبل أن ينتقل إلى ناديه الأشهر، برشلونة الإسباني، حيث قضى أغلب سنوات مجده الكروية وحقق العديد من الإنجازات البارزة.

بدأ هروبيش رحلته الاحترافية مع بوروسيا مونشنغلادباخ في عام 1974، حيث لعب لمدة خمس مواسم ضمن صفوف الفريق الأول للنادي. خلال هذه الفترة ترك بصمة واضحة كحارس واعد وقدّم مستويات مميزة جعلته محور اهتمام الأندية الأوروبية الكبرى. وفي العام الأخير له مع مونشنغلادباخ، فاز بلقب الدوري الألماني للموسم الرياضي 1979/1980، مما عزز مكانته كواحد من أكثر اللاعبين موهبة في ذلك الوقت.

في بداية الموسم التالي مباشرة، انتقل هروبيش إلى النادي الكتالوني برشلونة مقابل انتقال قياسي آنذاك بلغ حوالي مليون دولار أمريكي. ساهم بشكل فوري بفوزه بالدوري الأسباني في أول سنة له مع النادي بالإضافة لإنجازات أخرى مثل دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي والدوري والكأس المحلية ذات السنة نفسها! أصبح بذلك واحد من أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ النادي العريق ليس فقط بسبب مهاراته الفائقة كمُصدّر للأهداف ولكن أيضاً بفضل شخصيته القيادية وسط زملائه داخل الملعب وخارجه.

لم يكن أدائه الرائع محصوراً بمجرد المباريات المحلية والإقليمية؛ فقد شارك هروبيش أيضاََ كجزء أساسي وداعم رئيسي لمنتخب ألمانيا لكرة القدم بين عامَيْ 1980 و1986. حققت معه "المانشافت" نجاحات كبيرة تشمل الوصول لنهائي كأس العالم مرتان والحصول على المركز الثالث عالمياً مرة واحدة تحت إشراف المدرب الشهير يوب هينكس. تعتبر مشاركاته الدولية جزءاً أساسياً من تراثه الرياضي الغني والذي يُعتبر مثال يحتذى بالنسبة لكثير ممن جاءوا بعده.

بعد نهاية مشواره الطويل والحافل بالإنجازات، اعتزل هورو ست هروببش رسميًا اللعبة نهائياً عند بلوغه الثلاثون عاماً - وهو رقم كبير نسبياً لعمر لاعبي مركز الوسط الدفاعي التقليدين بينما يبقى تقديره واحترامه قائماً حتى اليوم وذلك لما قدّمه طيلة تلك الحقبة الزمنية التي كانت تُعد ذروة التألق لأكثر فرق القارة العجوز شهرة وجماهيرية. ويذكر أنه عقب اعتزاله عمل لفترة قصيرة كمدرِّب لحراس مرماهاتف نادي نفس ناديه السابق برشلونة إلا إنه لم يحظ بشهرته ونجوميته أثناء تمثيل ألوانه كلاعب فتفرغ لاحقاً لتحليل وتحليل مباريات البطولات العالمية المختلفة عبر قنوات رياضية مغربيّة شهيرة وهي قناة بي إن سبورتس وبالتحديد برنامجها المعروف باسم الدوي بونج وغيرهما الكثير ناهيك عن كتاباته الصحافية المنتظمة حول الموضوع نفسه مما يؤكد استمرار تأثير وجوده المستدام لدى جمهور وعامة محبيه ومحبِّينه.