في الثقافة العربية والإسلامية، يعتبر حلم الحيّة من الأحلام التي تحمل دلالات معينة تحتاج إلى التأويل والدراسة. هذا النوع من الأحلام يعكس عادةً مخاوف الشخص الداخليّة واحتياجاته النفسية. يمكن للحية في المنام أن تمثل العديد من الجوانب المختلفة حسب السياق والشخصيات الموجودة في الرؤيا.
في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، يُشير ذكر الحية غالبًا إلى العدو أو عدو الله. ربما يشعر صاحب الحلم بالتهديد أو الغدر ممن حوله بسبب طبيعة الحية الخادعة والمخيفة. ولكن، عند النظر إلى تأويلات ابن سيرين وغيره من علماء التحليل النفسي للأحلام، نرى أن الحية قد تعبر أيضاً عن قوة داخلية كامنة لدى الفرد نفسه - تلك القوة التي يحتاج لاستخدامها لمواجهة تحديات الحياة.
إذا كانت الحية كبيرة الخطورة، فقد تدل على مشكلة كبرى تقابل الرائي ويحتاج لحكمة ومعرفة للتغلّب عليها. بينما إذا اقتربت منه ولم تؤذيه، فربما يدل ذلك على انتصاره على هذه المشكلة بعد فترة من الصراع. والأمر نفسه ينطبق عندما ترى نفسك تهرب منها؛ فهي ترمز حينئذٍ للفرار من المصاعب بدلاً من مواجهتها مباشرة.
عند تحليل أحلام الناس حول العالم الإسلامي وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وغيرها، نجد تنوعاً واسعاً في التفسيرات بناءً على سياقات مختلفة لكل فرد وعائلته ومجتمعه ومكان وجوده أثناء النوم وما إلى ذلك من عوامل مؤثرة في تفسير رؤياه الخاصة. لذلك فإن الاستشارة الدقيقة لمعاملة عالم روحاني متمكن أمر ضروري لفهم المعنى الخاص برؤية أحداث محددة مثل رؤية حيّة في المنام بشكل عميق وشامل وبالتالي اتخاذ القرار المناسب بشأن التصرف وفق ما جاء فيها. إنها دعوة للاستيعاب الذاتي والقراءة الذاتية للنفس البشرية خلال مراحل نومها المتعددة الأبعاد!
