محمد علي كلاي، الاسم الذي لا يزال يرنّ في آذان محبي رياضة الملاكمة حتى اليوم، ليس مجرد ملاكم عظيم بل رمزاً للتمرد والثقافة الأمريكية خلال القرن العشرين. ولد كاسيوس مارسيلوس كلاي الابن يوم الثالث والعشرين من يناير عام ١٩٤٢ وتُوفي في الثاني عشر من يونيو لعام ٢٠١٦. وعلى الرغم من رحيله الجسدي إلا أنه ترك بصمة واضحة لا تزال تؤثر بشكل كبير في عالم الرياضة والثقافة الشعبية.
كان لشخصية محمد علي تأثير عميق خارج الحلبة أيضاً؛ فقد كان منظراً بارزاً في مجال حقوق الإنسان والتزاماته الدينية. عندما أصبح مسلماً سنة ١٩٦٤, رفض نظام الخدمة العسكرية الأمريكي بداعي الضمير مما أدى إلى سحب بطولة العالم للملاكمة منه ووقفه لمدة ثلاث سنوات. لكن هذا القرار لم يكسر إرادته ولم يؤثر سلبياً على مشواره المهني مستقبلاً بل عززه أكثر وأضاف إليه قيمة معنوية كبيرة.
في الحلبة, تميز "علي" بمهاراته الفذة ومقدرته الاستثنائية على التنقل بين الأنماط المختلفة للboxes - القتال المستمر والدفاع المتقدم وغيرها الكثير منها- مما جعل منه قوة لا تقهر بالنسبة لأقرانه. فاز بألقاب وزن ثقيل غير مرة وحقق انتصارات ملحوظة مثل تلك النصر التاريخي عليه جورج فورمان عبر ما يعرف الآن باسم "The Rumble in the Jungle".
بالإضافة لإنجازاته الرياضية الهائلة, يعد فيلم Ali biopic أحد الأعمال الرائعة التي تصور حياته بعد اعتزاله الرياضة والتي تضمنت معاناته الطويلة مع مرض باركنسون ونضالاته الإنسانية الأخلاقية الأخرى.
بهذا القدر من الإنجازات الشخصية والإعلامية يبقى محمد علي واحد من الأكثر تأثيراً وشهرةً ضمن قائمة شخصيات تاريخ الملاكمة العالمية لما قدمه للإنسانية ودوره البارز كملهم لكل محبين هذه الرياضة حول العالم.