في الثالث عشر من يوليو/تموز لسنة ١٩٣٠، أقيمت المباراة النهائية لكأس العالم الأولى التي استضافتها الأوروغواي تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". شهد هذا الحدث التاريخي تواجد 13 فريقاً ممثلاً لأمم مختلفة عبر قارات متعددة للمشاركة في هذه البطولة العالمية اللامعة. كانت الأوروغواي الدولة المضيفة للحدث قد حققت فوزًا مبكرًا بمباراتها الافتتاحية ضد البيرو بنتيجة ثقيلة بلغت 12-0 والتي تعتبر حتى الآن إحدى أكثر المباريات تسجيل للأهداف في تاريخ كأس العالم.

بعد سلسلة مباريات حماسية بين الفرق المتأهلة إلى الدور نصف النهائي, تصدر منتخب الأوروغواي قائمة الفائزين بإجمالي ثمانية انتصارات وتعادل واحد فقط خلال مشواره نحو التتويج باللقب العالمي الأول. واجه المنتخب الأرجنتيني في المواجهة النهائية يوم الثلاثاء العاشر من تموز أمام 68 ألف متفرج ملؤوا مدرجات استاد سينتيناريو الشهير بالعاصمة مونتفيدو عاصمة جمهورية الأوروغواي الشرقية آنذاك. انتهت تلك المنافسة القارية الشرسة بفوزه الكبير بهدفين مقابل هدف وحيد لصالح الفريق المنظم.

كان النصر الساحق الذي حققه أبناء أمريكا الجنوبية يمثل تتويجا لسلسلة طويلة من الانتصارات المحلية والعالمية قبل ذلك بكثير حيث كانوا قد فازوا بجولتين سابقتين من دورة كوبا أمريكا وذهب لهم التأهل كمركز أول لدوري الدرجة الاولى الأوروبي وأفريقيا الغربي وآسيا بالمطلق مما عزز مكانتهم القارية والدولية آنذاك باعتبارهما أحد الأقوى عالمياً وقتها وقد واصل نجوم كرة القدم هناك تقديم مستويات عالية طوال فترة المسابقة الجماهيرية المرتجلة حينها بما فيها مباراة القرار ذات النفس الطويل والمستوى الاحترافي المبهر مقارنة بنظائرها الحديثة حاليا.

بهذه الروح الرياضية وعزيمة اللاعب المحترف وبعد مرور اثنان وثمانون عاما منذ انطلاق اول نسخة رسميه عالميه , ظلت ذكريات تلك اللحظة المجيدة محفورة عميقاً بروح الحنين والتراث لدى محبي رياضة القدم حول المعمورة جميعاً وتشكل مصدر إلهام للتحديات المستقبلية لكل فرق المنافسة الجديدة فتلك هي روح روح الانسان الرياضي الخالد عبر الزمن .