يمثل المنهج الارتباطي، والذي يُعتبر أحد أهم أدوات التحقيق في العلوم الصحية، أسلوبا فريدا لكشف الروابط بين المتغيرات المختلفة. هدفه الرئيسي هو تحديد مدى وطبيعة العلاقة بين متغيرين أو أكثر. من هنا، يمكن تصنيف ميزات هذا النهج كما يلي:
- *كشف العلاقات ودلالاتها: القدرة على إظهار وجود رابط مباشر أو غير مباشر بين المتغيرات محل الدراسة. هذا يساعد كثيرا في فهم تأثير تغييرات واحد منها على الآخر. سواء كانت هذه التأثيرات مباشرة ("العلاقات القطبية") أو بطريقة أقل وضوحاً ("العلاقات الجزئية").
- *التوضيح النوعي للعلاقة: توفر منهج البحث الارتباطي معلومات دقيقة حول مستوى وشكل العلاقة بين المتغيرات - سواء كانت إيجابية (+) أو سلبية (-)، وعليك مدّى شدتها.
- *تعدد التطبيق: قابلية التطبيق الواسعة تسمح باستخدام المنهج الارتباطي في مجالات مختلفة ومتشعبة من المشاريع البحثية، بما فيها تلك التي قد تبدو صعبة المنال من خلال أساليب أخرى بسبب تعقيد الظواهر المدروسة.
- *تحليل متعدد العوامل: يسمح بدراسة تأثيرات عدة عوامل مجتمعة في تجربة واحدة، مما يعزز قدرة علماء الصحة على فهم البيئة المعقدة للأمراض والأحوال النفسية وغيرها.
- *القابلية للتكيف: غالبًا ما يجذب الباحثون الذين لديهم قيود زمنية أو مادية نحو هذا المنهج نظرًا لبساطته نسبيًا وقدرته العالية على تسريع عمليات جمع البيانات بتكاليف زهيدة بالمقارنة مع طرق التدخل والتجارب العملية المكثفة.
- *تنظيم بيانات واسقاط فرضية: يساهم النهج الارتباطي أيضًا بقدر كبير في تنظيم النظرية من خلال اختيار الأنسب منها واستبعاد الفرضيات التي ليست ضمن نطاق الرصد والإحصاء المرتبطين بموضوع الدراسة.
- *تقنية حساب الموصلات: تستخدم تقنيات إحصائية متنوعة لحساب اتجاه وحجم الرابط بين المتغيرات المختلفـَة عبر العديد من العمليات الرياضية المعقدة بعض الشيء.
- *سهولة الاختبار: سهولة إعادة اختبار نتائج الدراسات الارتباطية والخضوع لتعديلات جديدة بناءً عليها بفضل استمرار تشغيلها خارج حدود الوقت الحالي للبحث نفسه.
ومع ذلك، هناك بعض الانتقادات المعتادة لهذه التقنية والتي تستوجب أخذها بالحسبان عند تصميم خطط العمل والجدول الزمني الخاص بكل مشروع علمي جديد:
- *النطاق محدود: رغم شموليته الظاهر لكن الواقع يشهد بأن المؤشرات المستمدة من تحليلات الارتباط محصورة داخل نطاق ظروف محددة للغاية وبالتالي فهي غير قابلة للتعميم عالمياً.
- *الصحة الحرجة للعلاقة: إحدى العقبات الرئيسية تتمثل في عدم الثبات والاستقرار الزماني المكاني لعلاقات الصداقة الموجودة فعليا ما بين المحاور تحت المجهر؛ فقد يحدث تغيُّر مفاجئ لما يبدو وكأن عليه رادع مطلق! ولذا يجب دائمًا تحري دوام الاستمرارية قبل اعتبارها عاملاً فعالاً مستقبلاً .
هذه صفاته العامة لكل منهجيْ "الملاحظ"