تعتبر البيئة مصطلحاً شاملاً يشير إلى كل ما يحيط بالإنسان ويؤثر عليه بشكل مباشر أو غير مباشر. إنها ليست مجرد مساحة مادية نعيش فيها، بل هي نظام معقد ومتكامل يتضمن العناصر الطبيعية والبشرية التي تتفاعل وتتأثر ببعضها البعض. تشمل هذه العناصر الأرض والمياه والهواء والنباتات والحيوانات، بالإضافة إلى البنية الاجتماعية والثقافية والإقتصادية للإنسان.

يتجلى أهميتها في كونها المصدر الرئيسي للموارد الحيوية الضرورية لبقاء الحياة البشرية وحماية الصحة العامة. تعد المحافظة عليها والحفاظ على توازنها أمر حيوي لتحقيق الاستدامة والتقدم المستقبلي للأجيال القادمة. يمكن تقسيم البيئة لعدّة أقسام رئيسية تساعد في فهم جوانبها المختلفة:

1. البيئة الطبيعية: وهي الجزء غير المصطنع من العالم والتي تتميز بتواجد النظام الحيواني والنباتي والكائنات الدقيقة، وكذلك المياه والأرض الجغرافية.

1. البيئة الإنسانية: هذا الجانب يتعلق بكيفية تعامل الإنسان والتأثير الذي يحدثه على محيطه الطبيعي. يشمل ذلك الأنشطة الاقتصادية والسكانية والتغيرات الثقافية وما ينتج عنها من آثار بيئية إيجابية وسلبية.

1. التنوع البيولوجي: يُشير إلى تنوع الأنواع النباتية والحيوانية داخل منطقة جغرافية معينة. وهو مؤشر صحة وحيوية البيئة، إذ يدعم وجود أنواع متعددة قدرتها على الصمود أمام التحديات المناخية وغيرها من المخاطر.

1. الصحة البيئية: ترتبط ارتباطا وثيقاً بالحفاظ على نظافة وملاءمة البيئة للسكان المقيمين بها. تضمن سلامتهم الصحية عبر ضمان توفر الهواء النقي الماء الآمن الغذاء المعتدل وغير سام للغذاء والصرف الصحي الفعال إدارة النفايات بطريقة آمنة وصحية.

1. الأزمات البيئية: غالباً ما تحدث بسبب الأفعال البشرية مثل التصحر، الاحتباس الحراري، تلوث التربة والماء والهواء، فقدان الأراضي الزراعية وغيرها من المشاكل الناجمة عن عدم المسئولية تجاه الوسط المحيط بنا مما يؤدي بدوره لمشاكل صحية واجتماعية واقتصادية خطيرة تهدد مستقبل كوكبنا وخلق اختلاف كبير فيما بين الشعوب حول كيفية حل تلك المعضلات واستعادة التوازن الذي خسرته أرضنا جرّاء تصرفاتها المدمرة لها ولنفسها أيضاً!

إن فهم وتعزيز حماية وصيانة جميع مجالات وفئات العمل البيئي هو هدف أساسي لكل دولة تسعى لتوفير حياة كريمة لأهلها وبناء مجتمع قائم على المسؤولية الأخلاقية والعلم والتقنية الحديثة التي تخضع لنظام بيئي سليم قادرعلى تحقيق الرقي والاستقرار المنشود للشعب والدولة جنباً إلى جنب .