تعدّ الضمائر أحد أهم عناصر بناء الجملة في اللغة العربية، وتؤدي أدواراً متعددة ومتنوعة داخل التركيب النحوي. يمكن تقسيم الضمائر إلى عدة فئات رئيسية بناءً على وظيفة كل منها ودلالة المعنى التي تحملها. دعونا نستعرض هذه الفئات ونلقي نظرة تفصيلية على دور ومكان كل نوع منها في الجملة العربية.
أولاً، تأتي ضمائر المتكلم والتي تشير مباشرة إلى الشخص الناطق نفسه. تشمل "أنا" و"نحن"، حيث يمثل حرف الروي "أن" أساس هذين النوعين. فعلى سبيل المثال، نقول "أنا طالب مجتهد" هنا يشير الضمير "أنا" إلى المتحدث بطريقة غير مباشره، بينما يستخدم الجمع عند الحديث عن مجموعة تضم المتحدث مثل قول "نحن طلاب نشدُّ العزم".
ثانياً، هناك ضمائر المخاطب وهي تلك المستخدمة للتعبير عن مخاطبة شخص آخر ذو حضور جسدي معينا أثناء الحوار. تتضمن هذه الفئة كلاً من المفرد والمجموعات سواء كانت ذكوراً أم إناثا. مثلا، "أنتِ طالبة محبوبة"، حيث يدل الضمير "أنتِ" للمخاطب المؤنثة الوحيدة. ومن الأمثلة الأخرى استخدام جمع الإناث حين القول:"أنتم جميعا مبدعون". هذا التمييز بين المفرد والجماعة يعكس مدى تنوع قدرة اللغة العربية وصف خصائص الأشخاص الذين يتم مخاطبتهم بدقة عالية.
وفي الترتيب الثالث يأتي ما يعرف بضمير الغائب وهو الذي يُشير لأشخاص ليسوا حاضرين حالياً لكن لهم ذكر ضمن السياق العام للجملة. ويقسم بدوره لجزءان حسب وجود التحقيق ام عدمه؛ إذ يتكوَّن الجزء الأول من "هو/هي/ هما" وما يحدهما من اختلافات نحويه أخرى بحسب حالتي الرفع والنصب والجر وبحسب جنس الاسم المقيد له الضمير لاحقا. أما الآخر فهو عبارة عن اجامع مؤنث سالم يسمى 'هما' ويكون عادة تابع لنكرة غائبه كما في مثال "هما مسرعون للوصول مبكرًا". وهكذا فإن اختيارات الوقوف المناسبة لكل حالة تسمح للأفعال الصحيحة بتحديد المدلول الدلالي بشكل واضح بل وإضافة طبقات جديدة لرسم صورة ذهنية أكثر ثراء وحياة لشخصيات القصة الأدبية وغيرها أيضا.
إضافة لما سبق فقد ارتأت بعض المدارس البلاغية توسيع مجال تصنيف الضمائر لتشمل حالات خاصة كالاستعارة والاستحضار والاستقبال وما شابه ذلك مما يندرج تحت مظلات بلاغية مختلفة. ومع ذلك تبقى التصنيفات آنفة الذكر هي الأكثر شيوعا لدى المحاضرين والمعلمين اللغوين حول العالم العربي نظرآ لإتساع شموله وغناه بالمعلومات النافعة للمتعلمين حديثآ ولكبار المهتممين بهذا المجال أيضًا .