كان الدكتور أسد رستم أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في مجال التاريخ اللبناني خلال القرن العشرين، وهو معروف بشكل خاص بدراسة وتوثيق الحقبة الاستعمارية الفرنسية للبنان. ولد عام 1921 في بلدة جب جنين في لبنان الشمالي، وبدأ مسيرته الأكاديمية بعد دراسته الجامعية التي أكملها في جامعة القديس يوسف في بيروت.
بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة باريس، بدأ التدريس في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة القديس يوسف، حيث أصبح لاحقاً رئيس قسم التاريخ الحديث والمعاصر. تركيزه الرئيسي كان على تاريخ الشرق الأوسط والعلاقات الدولية خلال فترة الحرب العالمية الأولى والثانية، بالإضافة إلى التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها المنطقة تحت الحكم الفرنسي.
رغم أنه لم يكن سياسيًا، إلا أن عمل رستم كباحث ومؤرخ كان له دور كبير في تشكيل الفهم العام للتاريخ اللبناني. كتب العديد من المؤلفات القيمة حول هذه المواضيع، بما فيها كتاب "تاريخ لبنان المعاصر"، والذي يعد راجعاً أساسياً لأي باحث يستكشف هذا المجال. كما شارك بنشاط في المؤتمرات الوطنية والدولية المتعلقة بالتاريخ والتاريخ المقارن.
بالإضافة إلى عمله كمؤرخ وباحث، لعب رستم دوراً هاماً في النقاش الثقافي والفكري اللبناني عبر كتابة مقالات صحفية وتعليقات تحليلية تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات السياسية والثقافية. توفي عام 2016، لكن إرثه يبقى واضحًا ومتأصلًا في الحراك البحثي والأكاديمي الحالي حول تاريخ لبنان.