حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: رحلة من البدايات البسيطة إلى الرسالة الخالدة

ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حوالي العام الخامس والعشرين قبل الهجرة، الموافق لعام 570 ميلادي، في مدينة مكة المكرمة. نشأ في بيت خديجة بنت خويلد، و

ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حوالي العام الخامس والعشرين قبل الهجرة، الموافق لعام 570 ميلادي، في مدينة مكة المكرمة. نشأ في بيت خديجة بنت خويلد، والتي كانت قد باعت نفسها لرعاية الطفل محمد بسبب وفاة والديه مبكرًا. رغم هذه الظروف الصعبة، أثبت النبي منذ صغره خصاله الحميدة مثل الصدق والإيثار والكرم. وقد عرّفه بذلك الناس بمكة حتى لقّبوه "الأمين".

في الأربعين من عمره، بدأت قصة رسالة نبينا الأعظم. بدأ الوحي ينزل عليه بواسطة جبريل عليه السلام، وكانت بداية هذا الوحي هي الآيات الأولى من سورة العلق في غار حراء عندما أمره الله بالقراءة. تعامل النبي مع شعوره بالعجب والخوف بطريقة عظيمة، راجع وغير متردد إلى زوجته خديجة طلبًا للطمأنينة والتثبيت.

بعد فترة توقفت خلالها الرؤى، جاء الضوء مرة أخرى عبر رؤياه للعشرة المبشرات التي طمأنت قلبه بأن دعوته صحيحة ومن الله سبحانه وتعالى. ومع الوقت، أصبح الوحي أكثر تواترًا ودقة. اجتمع الصحابة حول النبي مستمعين لما يوحى له، منهم زميله التجاري أبو بكر الصديق الذي صدقه واتخذ القرار التاريخي باتباع الدين الجديد بشجاعة وإخلاص.

استمرت مدة الاستتار ثلاث سنوات تقريبًا حيث دعا الرسول بشكل خاص قومه الذين كانوا أقربائه لكن لم يكن هناك استجابة ملحوظة. ولكن التحديات والصعوبات لم تثنيه عن مواصلة مهمته؛ فقد ظل ثابتًا مؤمنًا بوعد رب العالمين له بالنصر والبقاء للأمة الإسلامية.

وعندما نزل الأمر الإلهي بإعلان الدعوة رسميًا أصبح خطوة هائلة نحو نشر الإسلام. شهدت تلك الفترة أحداث بارزة منها مخاصمة عم الرجل الأمين حمزة بن عبد المطلب لدعم دين جديد عارض ثقافة polytheism التقليدية عند العرب آنذاك. كما واجهت الدعوة الجديدة مقاومة شديدة وصلت ذروتها بتعرض المسلمين للإرهاق والمعاناة تحت ظلم قريش لهم مما دفع بهم للهجرة إلى المدينة المنورة مما مهد الطريق لإقامة الدولة المسلمة الفتية ذات القواعد الراسخة للمبادئ الأخلاقية والقوانين الاجتماعية العادلة المستمدة مباشرةً من القرآن الكريم والسنة المطهرة للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات