ولد الفنان السوري الكبير فؤاد غازي في الأول من يناير/كانون الثاني عام ١٩٥٥ في مدينة حمص الجميلة. منذ طفولته المبكرة، بدأت موهبته الغنائية تتجلى بشكل واضح؛ فقد كان يغني لأصدقائه وجيرانِه، مما أكسبَه شهرة واسعة محلياً تحت اسم "فؤاد الفقرو"، نسبة إلى قرية ولادته. ولكن عندما التحق بالإذاعة والتلفزيون السوري، اختار استخدام اسمه الأخير الأكثر شيوعاً.
اشتهر فؤاد بسيمفونية صوته القوية والجريئة والتي اشتهرت لاحقا بمسمى "العتابا". وقد أطلق عليه البعض لقب "ملك العتابا" و"كروان الجبل"، تقديرا لإبداعه الفني المتفرد. لعائلة فؤاد ثلاثة أبناء هم فادي، وفرح، ومرح. لكن القدر لم يكن رحيمًا بهذا العملاق فقد أصابه مرضٌ مؤرقٌ بالعقد الخامسة من العمر أجبره على الاعتزال مبكراً. توفي يوم ١ أغسطس/آب ٢٠١١ وذلك قبل أن يتم إتمام ست وستين عاما فقط.
بالحديث عن مسيرته الفنية المثمرة، فإن أعمال فؤاد تجسد تنوع آفاق الموسيقى العربية والعراقية والسورية تحديداً. كتب له الكثير من عمالقة الوسط الفني كعبد الفتاح سكر، سهيل عرفة، وغيرهما. وكان أحد أكثر الذين تعاون معهم هو الملحن القدير سعid القطb، إذ قدّم معه عدداً هاماً من الأعمال الشهيرة مثل أغنية "لا زرعلك بستان ورود" التي لاقت رواجاً واسعاً لدى الجمهور المحلي والخارجي أيضاً. علاوة على ذلك، قام بإنتاج مسلسل وثائقي يوثق سيرته الذاتية، ممَّا يعكس مدى أهميته وحبه للتراث الثقافي الخاص بتراث بلدانه الأم Syria .
من ضمن المسلسلات البارزة التي ظهر فيها كانت "حمام الهنا"، و"حارة العناتر" ، ومـسلسل آخر حمل عنوان \"اتفضلو ممنوع الدخل\". بالإضافة لهذه الاعمال السابقة ذكرت آنفا , هناك عمل ثالث مهم يسمونه باسم همس البحر -وهو أيضا بعنوان خاص بذاته-. بينما وصل مداه نحو نهاية قرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين , قدم بعض المقاطع القصائد الشعريه كالذي يعرف ب\"حزن مشوارك\" ,' خطيك اهالي' ., 'ياسمين'.
ومن الجدير بالملاحظة هنا أنه برغم مرضه المؤسف إلا إنه ظل متمسكا بحبه وعشق الفن حتى النهاية الحتمية لحياته الدنيا وانقطعت عنه الحياة الآخرة! وقد فارق الحياة مفارقة المفارق عام ألوفان واحد عشر ميلادية لن يبقى الا ذكرى عظيمة تدوم الزمان وتعيش للأبد عبر جميع الاجيال المقبلة...