يعد كل من الإسمنت الأبيض والإسمنت العادي مواد أساسية في مجال البناء والتشييد، ولكل منهما استخداماته وخصائصه الفريدة التي تميزهما عن بعضهما البعض. دعونا نستعرض هذه الاختلافات بشكل مفصل لتوضيح كيفية اختلاف هذين النوعين من الإسمنت واستخداميهما المختلفة:
التركيب الكيميائي
يتشكل الإسمنت الأبيض أساسًا من خلط كلاي أبيض اللون مع الحجر الجيري، بينما يتم تصنيع الإسمنت العادي باستخدام أنواع أخرى من المواد الخام مثل الطين الرمادي والحجر الجيري. يُعتبر هذا الاختلاف الرئيسي في تركيبة الإسمنت هو ما يمنحه لونه البيج أو الرمادي الداكن حسب نوع الصبغات الموجودة فيه. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتوي بعض الأنواع الخاصة من الإسمنت الأبيض أيضًا على نسب عالية جدًا من ثاني أكسيد سيليكون لإعطائه درجة بيضاء نقية أكثر.
مقاومة الأحماض والمواد الكيميائية
يتميز الإسمنت الأبيض بمقاومته القوية للأحماض ومختلف العوامل الكيميائية مقارنة بالإسمنت العادي. وذلك يعود لرطوبته المنخفضة ونسبة أقل من المعادن الثقيلة غير المرغوب فيها والتي يمكن أن تؤثر سلبًا عند التعرض لعناصر كيميائية قاسية. لذا فهو يفضل في أعمال إنشاء المسابح الداخلية والخارجية وكذلك الرصف الداخلي للمصانع التي تستخدم مواد كيميائية مختلفة أثناء عمليات التصنيع.
قوة الضغط والاستدامة الزمنية
بالرغم من اعتقاد بعض الناس بأن الإسمنت الأبيض أقل قوة من نظيره العادي، إلا أنها ليست حقيقة ثابتة دائمًا. هناك العديد من علامات تجارية للإسمنت الأبيض ذات درجات عاليَّةٍ جدًّا من قوة الضغط تستطيع المنافسة ومعادلة تقريبًا نفس مستويات متانة أنواع الاسمنت الأخرى. ولكن عمومًا، يظل مستوى القوة النسبية للإسمنت الأبيض أقل قليلاً من معظم أصناف الاسمنت التقليدية بسبب وجود نسبة أعلى نسبيًا من الجير الحرّ (CaO). وعلى الرغم لذلك فإن له عمر افتراضي طويل نظرًا لمقاومة ممتازة للتغيرات الموسمية الشديدة ولدرجة حرارته المرتفعة خلال عملية التحضير مما يساعد بنمو ملموسات أقوى وأكثر صلابة بمرور الوقت.
التطبيقات الرئيسية لكل نوع
- يستخدم الإسمنت الأبيض بكثرة في تشييد العقارات الراقية والعمارة الحديثة حيث تعتبر ظهوره الجمالي أحد أهم عوامل جذب المشترين النهائيين وبالتالي التأثير مباشرة على سعر الوحدات المكتملة. وهو مناسب أيضًا للواجهات الخارجية للحفاظ عليها لفترة طويلة دون تغييرات ملحوظة في لونها الخارجي كما يحدث غالبًا مع الإسمنت المصبوغ باللون الطبيعي بعد تعرضه للشمس والأمطار والعوامل الطبيعية الأخرى. أما بالنسبة لأعمال الأرضيات الخزفية والسيراميك فتُفضَّل بشدة إضافتها إليه كمادة ملاط لصهر تلك القطاعات سوياً وحماية أجزاء فواصل الانكماش الصغيرة ضد تسرب مياه المجاري والجريان السطحي داخل المنزل والذي ربما يؤدي لنشر روائح مزعجة وانبعاث رطوبة زائدة بالداخل بما يحول بدوره بلا شك إلى مصدر خطورة على الصحة العامة للسكان المقيمين داخله.
- مقابل ذلك يعد الاسمنت الرمادي -والذي يشيع استخدامه بصناعة مجاراة المباني الضخمة ومرافق البنية التحتية العملاقة مثل جسور المدن الرئيسية وصوامع تخزين النفط الكبير وشركات نقل الوقود وغيرها الكثير- الأكثر انتشاراً عالميًا نتيجة انخفاض سعره وكفاءته العالية في تحمل ضغط وزن الهيكل فوقه مهما بلغت أثقاله إضافة لما ذكر سابقاً بشأن قابلية تحمله لقوت الاحتكاك الهائلة الناجمة مفعوله جانب مساوئه الجانبية المتعلقة بتأثيرات تراكم الصدأ وإمكانية احتماله لحالات انهيار جزئي مقارنة بنظيراته اﻵخرى المعدلة حديثًا فقط منذ عقود معدودة مضت بفعل تطورات تكنولوجيات جديدة لكنها تبقى الآن تحت تأثير مرحلة التجارب والكشوف التجريبية قبل الوصول للمرحلة الانتشار الواسع ضمن نطاق توسعات بناء مشروعات العمران المستقبلية الجديدة بالمفهوم الحديث الحالي فيما يجدر التنويه هنا أنه لدى تواجد حالة اختمار وسط طبقات سور مبني بالفعل فقد تحتاج حينئذ إعادة ترميمه عبر تزويد اعوجاجاته بمزيج اسمنتي ذو مساحيق مصنفة دقيق للغاية لمنع ظهور التشقق والتشققات مرة أخيرة نهائية كي لاتعود الآثار اللاحقة لها لاحقٱ ولا تعكس صورة مغلوطة أمام عين راكب الحدائق والسواحل حول العالم العربي عامة وفي المنطقة الخليجية خصوصا★