تُعدّ ذكرى معركة الكرامة التي وقعت في الرابع عشر من آذار/مارس عام ١٩٦٨ مظهراً مشرقاً من مظاهر البطولة والتضحية للشعب الأردني العظيم. هذه المعركة التاريخية كانت حافزاً قوياً لإثبات قدرة الشعب والجيش العربي على الدفاع عن أرض الوطن ورفض الاحتلال بكل أشكالِه.
في صباح يوم الخميس الموافق الثاني عشر من رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمئة للهجرة الإسلامية، اندلعت الحرب بين القوات الإسرائيلية والقوات المشتركة للأردن ومصر وسوريا عند منطقة الكرامة الواقعة شرق مدينة عمان. واستمرت المعارك لمدة ثلاثة أيام متواصلة حتى الثالث عشر من مارس، لكنها بلغت ذروتها خلال اليوم الأخير لها عندما شنَّ الجيشان الأردني والمصري هجومًا مضادًّا ضد القوات المعتدية مما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة بها ودفعها للانسحاب المهين بعد تكبّد خسائر فادحة قدرت بحوالي ألفين وخمسمائة مقاتل منهم اثنى عشر ضابطًا برتب عالية. كما أسفرت المعركة أيضًا عن فقدان ست طائرات إسرائيلية بالإضافة لخوض العديد من الاشتباكات البرية والدبابات المحترقة والتي تم توثيقها بواسطة وسائل الإعلام العالمية آنذاك.
إن ذكرى نصر الكرامة تشكل رمزا للتلاحم الوطني والإنساني بين الشعوب العربية المتآزرة تحت راية النضال ضد الاستعمار الظالم وانتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة. إنها دروس عسكرية وعبر تاريخية تدعونا لتذكّر تضحيات أبنائنا الذين قدموا الغالي والنفيس للحفاظ على كرامتنا وحماية مقدساته الدينية والثقافية. إن الوقوف أمام هذا الحدث المجيد يجدِّد عزيمتنا ويحفظ لنا قيم الشجاعة والصمود ويعلمنا درسًا جديدًا حول شرف الانتماء للعروبة وقيم الحرية والاستقلال.
بهذه الروح الوطنية الخالصة نحيا ذكرى انتصار الكرامة ونستلهم منها روح الرجولة والفداء لنصل بمقدسات وطننا إلى مستقبل أكثر ازدهارا وازدهارا دائمين بإذن الله تعالى.
