على مر التاريخ، ظهرت عدة روايات متناقضة بشأن أول من اخترع لعبة الشطرنج الشهيرة. ومع ذلك، فإن معظم المؤرخين يرجعون بداية هذه اللعبة الرائعة إلى الثقافة الهنديّة القديمة.
وفقًا للرواية الأكثر انتشارًا، يعود اختراع الشطرنج إلى يد الوزير الدهاء "سيسا" خلال عهد الملك "شريام"، حيث سعى لابتكار نشاط مثالي يحافظ على سلام الملك عقليا وجسديا. كانت نتيجة هذا التفكير العميق لعبة الشطرنج المعروفة حاليًا.
وفي حين تشير بعض المصادر الأخرى إلى الأصل الإيراني لهذه الرياضة الفكرية، إلا أنها تقارب القصة الهندية بملامح مختلفة قليلة. حيث يُذكر أنه بناءً على طلب حاكم كان يميل إلى الاعتماد على الصدفة، أدخل عالم فلسفي لعبة النرد (أو الزهر) كوسيلة لقضاء الوقت. لكن خلفا غير معتقد بهذا النهج أرسل نفس العالم ليطور شيئًا أكثر دقة وحسابية، مما نتج عنه نسخة مبكرة للشطرنج.
وقد اشتهرت الشطرنج عبر التاريخ نظرًا لصلاحيتها بغض النظر عن المكان أو الزمان. فعلى سبيل المثال، رأى العديد من الثقافات الغربية والشعب الهندي في خصائص اللعبة تعبيرًا متقدمًا عن النظام العالمي الجامع لكل الأشياء. وفي الشرق الأوسط القديم، تأثر القادة السياسيون والعسكريون بشدة بتصنيف الشطرنج للأجزاء المختلفة من المجتمع وتمثيلها للقوة السياسية داخل الدولة. كما لجأ البيزنطيون لاستخدام المباراة باعتبارها وسيلة لاختبار مهارة وزعامة سفرائهم وقادتهم العسكرية. إنها حقًا لعبة تحكي قصة بشرية واسعة!