الذرة هي الوحدة الأساسية للمادة في الفيزياء والكيمياء، وهي أصغر جزء من العنصر يمكن التعرف عليه كيميائياً ولا يزال يحتفظ بخصائص ذلك العنصر. اكتشفها العالم البريطاني جون دالتون عام 1808 م عندما وضع نظريته حول بناء الجزيئات والتي تعتمد أساساً على وجود ذرات مختلفة مرتبطة مع بعضها البعض لتكوين مواد متنوعة.
تتكون الذرة بشكل رئيسي من ثلاثة جسيمات أولية: البروتونات الموجبة الشحنة، والإلكترونات سالبة الشحنة، والنيوترونات المحايدة شحنياً. تحتل الإلكترونات الطبقات الخارجية للذرة وتحدد سلوكيتها الكيميائية بينما تتمركز النواة المركزية التي تحتوي على البروتونات والنيوترونات. عدد البروتونات داخل نواة الذرة يُحدّد نوع العنصر؛ فكل عنصر له رقم ذري مميز يعكس عدده الخاص من البروتونات. أما كتلة الذرة فهي ناتجة عن وزنها الإجمالي لهذه الجسيمات الثلاثة بالإضافة إلى أي جسيمات أخرى قد تكون موجودة مثل الأيونات الثقيلة.
في حين يبدو الأمر الآن بسيطاً، فإن تاريخ دراسة الذرات كان طويلاً ومعقداً، بدءاً من افكار الفلاسفة القدماء عبر التجارب العلمية الحديثة حتى الوصول لنظريات الكم المعاصرة. هذا البحث الدؤوب حول طبيعة المادة أدى لفهم أعمق للعالم من حولنا وفتح آفاق جديدة للتطبيقات العملية المتعددة المجالات.