في عام 1769، شهدت مصر تحولاً تاريخياً هاماً عندما قام الأمير محمد علي بسلسلة من الأحداث التي أدت إلى استقلال البلاد تدريجياً عن الدولة العثمانية المركزية. كان هذا التحرك جزءاً أساسياً من الحركة الوطنية المصرية خلال القرن الثامن عشر.
بدأ الأمر بإعادة تنظيم الجيش المصري تحت قيادة محمد علي، مما ساعد في تعزيز القوة المحلية وتقليل الاعتماد على الدعم التركي. ثم جاء القرار التاريخي بتأسيس مدارس عسكرية حديثة ومؤسسات تعليمية أخرى لتأهيل الجيل الشاب للقيادة والعلم الحديث. هذه الخطوات كانت بمثابة رفض ضمني للهيمنة التركية التقليدية ورمز واضح لاستقلالية الفكر والممارسة السياسية.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ محمد علي بالتركيز على تنمية الاقتصاد المصري المستقل. شجع الزراعة والصناعة الحديثة، وأعاد تنظيم الإدارة الحكومية لتعكس احتياجات الشعب المصري بشكل أكثر دقة. كل هذه التدابير عززت فكرة الاستقلال الوطني وبقيت علامات فارقة في الطريق نحو دولة مصر الحديثة.
على الرغم من أنه استمر لفترة طويلة بعد وفاة محمد علي، إلا أن تأثير حكمه ظل قائما حتى اليوم كدليل حي على القدرة البشرية على تحدي الظروف الصعبة وتحقيق الرؤية الخاصة بالتقدم والاستقلال السياسي والثقافي.