تتنوع البيئات الطبيعية بشكل مذهل، ومن بينها الصحراء التي تعد واحدة من أكثر الأنواع تعقيداً وغموضاً. يمكن تصنيف الصحارى إلى ثلاثة أنواع رئيسية بناءً على عوامل مختلفة مثل المناخ والتوزيع الجغرافي والميزات الفريدة لكل نوع. هذا التصنيف يساعدنا على فهم العوامل المؤثرة في هذه المناطق الواسعة والجافة.
1. صحاري حارة وجافة (Hot and Dry Deserts)
هذه هي النوع الأكثر شيوعاً للصحارى وتتميز بدرجات حرارة عالية جداً خلال النهار قد تتجاوز الـ50 درجة مئوية، بينما تنخفض درجات الحرارة بشدة ليلاً لتصل تحت الصفر في بعض الأحيان. الأمطار نادرة للغاية هنا ولا تتعدى معدلات هطولها السنوي عادة ما بين 250-500 ملليمتر سنوياً. مثال بارز لهذه الصحاري هو صحراء الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا والتي تعتبر الأكبر عالمياً بطول يبلغ حوالي 4,800 كم وعرض يصل لـ2,400 كم.
2. صحاري باردة ومجمدة (Cold and Frozen Deserts)
على النقيض تماماً من سابقتها، تتميز هذه الصحارى بتغيرات كبيرة في درجات الحرارة بين الليل والنهار، ولكنها عموماً تكون أقل بكثير مما يحدث في الصحارى الحارة. تقدر متوسطات درجات حرارتها بمعدل -25 درجة مئوية أثناء الشتاء وقد ترتفع لـ5-7 درجات فقط خلال فصل الصيف القصير نسبياً. أما هطول الأمطار فمرتفعاته قليلة أيضاً ولكنه غير منتظم مقارنة بنظيراتها الدافئة؛ إذ تسقط الثلوج بدلاً من الغيث بغزارة وكثيراً ما تحافظ طبقات الثلج المتراكمة فوق سطح الأرض لأشهر طويلة قبل ذوبانها بالكامل كل عام. تشكل مناطق القطب الشمالي والجنوبي معظم مساحات هذا النوع بالإضافة لحزام التندرا الواقع جنوب خطوطهما المداريين مباشرةً حيث ينعدم وجود الأشجار باستثناء شجيرات صغيرة ونباتات عشبية متفرقة جدًا نتيجة لقسوة الظروف المناخية هناك.
3. صحاري مرتفعة وأخرى ساحلية (High Altitude and Coastal Deserts)
ينقسم هذا الفصل الأخير ضمن تصنيفات الصحاري حسب موقعاتها المختلفة داخل القارات؛ فالنوع المرتفع منها عادةً ما يوجد بجوار جبل شاهق التأثير على الطقس المحلي المحيط به كونه يعمل كحاجز أمام الرطوبة المنبعثة نحو الأعلى وبالتالي منع دخول سحب غائمة إليه وإحداث ظاهرة تعرف باسم "الظلال المطيرة". أمثلة شهيرة لهذ الحالة تضم صحرائَي أتاكاما في تشيلي والأنديز شرق بيرو والتي تُعرف أيضًا بصنف آخر خاص يعرف بإسم "الصحاري القطبية" نظراً لموقعيهما بالقرب منهما مباشرةً. وعلى الجانب الآخر نجد نماذج مشابهة لسواحل البحار والمحيطات بازدياد نسبة البخار فيها جنباً إلى جنب مع انخفاض معدل سقوط الأمطار بسبب ارتفاع الضغط الجوي فوق تلك المناطق وهو سبب ظهور اسم جديد جديد يُطلق عليه "صحراء الساحل"، ويتمتع ذلك بحالتين أساسيتين هما الدرنية والسطحية المواجهة للمياه البحرية ذات اللون الفيروزي المُشرق لكلا الوجهتين الشرقية والغربية للقارة الأفريقية بدايةً من موريتانيا غربا حتى مصر الشرقية بما يزيد عن خمسون ألف كيلومتر مربع من المساحة المجردة بلا زرعٍ أخضر واضح المعالم إلا عبر مستنقعات موسميتها قليل جدًا خاصة عندما يقترن الأمر بعدد أيام السنة المثالية للتكاثر النباتي الحيواني مجتمعةً تحت سقف واحد!
بهذا القدر من التفصيل يمكن لنا استيعاب اختلاف خصائص ثلاث أقسام رئيسية تمثل تعريف مصطلحي "البَنيْئية" وخامة أرضيات أغلب ربوع الدنيا خارج دوائر امتزاج المياه المالحة بالعذب وسط عقد رقصة مواسم الخريف بين مطرها وغروب شمسه تجاه الشمس وهبوط عمر الزهرة الرحيب الأعناق نحو مدامعة التربة الحمضية مكبراً قدرته الإستيعابية لاحتقانه بالمياه النقية المنتشرة بدورات دورانية اتخذت شكل حلزوني ملتفت حول مركز جاذبيته وحده منذ زمن مجهول المدى حد التعجب...