يعدّ التقييم جزءاً أساسياً من عملية تحسين البرامج الصحية وتحليل تأثير التدخلات الطبية. يتنوع التقييم وفقًا للغرض منه وأسلوب التنفيذ. إليك شرح موجز لأنواع مختلفة من تقنيات التقييم المستخدمة عادةً في البيئة الصحية:
- التقييم التكويني: يُجرى خلال مرحلة تصميم البرنامج أو أثناء تنفيذه لمراقبة سير العملية وإجراء التصحيحات اللازمة بناءً على البيانات المستقاة. يساعد هذا النوع من التقييم في ضبط المسار وضمان توافق التطبيق مع الخطة الأصلية. غالبًا ما يتمثل الهدف هنا في توفير تعليم مستمر وبناء القدرات للفريق المنفذ للبرنامج.
- تقييم المعالجة: يقيم مدى تطبيق الإستراتيجيات والفلسفات المقترحة بكفاءة وفعالية. يركز أيضًا على كيفية التعامل مع العقبات غير المتوقعة وكيفية مواجهتها وحلها بشكل فعال للحفاظ على تقدم البرنامج نحو تحقيق أهدافه المرجوة.
- تقييم النتائج: يستكشف التأثيرات الدقيقة الناجمة عن تدخلات صحية خاصة. يشمل ذلك تغييرات في سلوك الأفراد أو مجموعات سكانية مستهدفة بسبب هذه التدخلات سواء كانت تلك التغييرات قصيرة المدى أم طويلة الأجل. توفر قراءات متكررة تحت هذا الشكل صورة واضحة لعائد الاستثمار الحقيقي المرتبط بالسياسات الصحية المختلفة ورواج العلاجات الجديدة وغيرها الكثير مما يعود بالنفع النهائي لحياة الناس وعاداتهم المعيشية اليومية.
- تقييم الأثر: يكشف عن شدة فاعلية السياسات والدعم الحكومي بشأن الرعاية الوقائية والمعالجة والأبحاث الطبية... إلخ... وذلك عبر مقارنة الوضع الحالي بالأوضاع البديلة الأخرى المحتملة والتي لن تُنفذ إلا لو اختُير خلاف ذلك؛ وهو بذلك يخلف بعض المؤشرات المهمّة كرقم الأشخاص الذين تجنبوا الإصابة بالسرطان بعد حملة مكافحة التدخين مثلاً!
- التقييم التحصيلي: يوفر منظور أولي للنواتج والمردود العام لاستراتيجيتان مختلفتان بغرض اختيار الأكثر جدوراً للاستمرار بمواصلة العمل بموجبهما لاحقاً إن اقتضى الأمر ضرورة إعادة النظر بإحدى هاتين الخطتين مجددًا وإنهاء الأولى نهائياً ليبقى الثانية لسانه الوحيد المطروق طوال مدة إنجاز الغاية المنشودة منها وحده بينما ستكون الثالثة تخضع للإيقاف مؤقت فقط كي تستطيع أخذ النفس المنتظر لإعادة إجراء تعديلات جديدة عليها حسب حاجاتها الاحتوائية وهي الخطوة الجدير بها الانتظار حتى حين انتظام آليات التشغيل الخارجة عنها ضمن حدود ذات النظام المحكم الانضباط والذي يحافظ بقدرته الجبارة على إبقاء الأمور ساكنة داخل دائرتها الضيقة الضيقة رغم اتساع رقعة مسرح الأحداث خارج جدار الهيكل نفسه!!
- التقييم الاقتصادي: يسعى لفهم والتقدير والتطبيق الآني لكلٍّ من تكلفة وفائدة منظومة صحية واحدة مقابل البدائل المنافسة منافسة شرسة بحيث تصبح قادرًا فيما بعد لاتخاذ خيار حاسم استنادأ لمساندتي الجانبين السابق ذكرهما آنفا -الأثمان والقيمة-.
- التقييم القائم على الهدف: يصوب جهوده باتجاه فهم مقدار تحقق خطوطtargets المرسومة سابقاً للقضية محل الدراسة حاليًا وذلك بالإشارة مباشرة لما وضعناه نصب عينينا منذ بداية رحلة عملنا بتلك الوحدة نظريّا!
- التقييم بلا هدف: يرصد تأثيرات شبكات رعاية صحية كاملة دون التركيز على نوايا مبتكريها الأصلين بل بالأحرى تأثير الظروف الواقعية على مراجعيه الأخيرون وهم المستفيدون الرئيسيون هم نفس المجتمع الطبيعي للعناصر المذكورة سابقا .
هذه التقسيمات ليست جامدة تمامًا إذ أنه هنالك العديد من حالات الاختلاف الجزئية نظرًا لحساسية السياقات المختلفّة ولكنه تبقى ثابتة هي نفسها ولكن بدرجات متفاوتة بحسب ظروف كل مجتمعاته البشرية المختلفة اختلاف عمقه واتساع نطاقه جغرافيا وانطلاقا منطلقا ثقافيآ كذلك..