الشعر فن أدبي جميل ارتبط بتاريخ البشرية منذ القدم، حيث عبّر عنه العديد من الثقافات والأمم. يُعرَّف الشعر بأنه نوع خاص من اللغة المكتوبة أو المنطوقة تتميز بتركيبها الموسيقى والقافية، بالإضافة إلى استخدام صور لغوية وإشارات رمزية لتوصيل المعاني العميقة والدقيقة. يمكن إرجاع جذور هذه الصناعة الأدبية الثمينة إلى حضارة بلاد الرافدين القديمة، مروراً بالحضارة اليونانية والإسكندر الأكبر، وصولاً إلى العالم العربي والإسلامي الذي جعل منه ديوانه الخاص.
في الإسلام تحديداً، احتل الشعر مكانة سامية نظراً لأدائه المهم في نقل المفاهيم الدينية والعقائد الإسلامية، والتعبير عن مشاعر المؤمنين وآمالهم وأحزانهم تجاه الدين وأحداث الحياة المختلفة. وقد وصف القرآن الكريم نفسه بأنه شفاء ونور لما يحتويه من هداية ومعرفة وحكمة، مما عزز المكانة الخاصة للشعر في الثقافة العربية والإسلامية.
ومنذ ذلك الوقت، تعددت أنواع الشعر واستمرت موارده الإبداعية عبر الزمان والمكان. فيما يلي نبذة مختصرة عن بعض الأنواع الرئيسية للشعر:
- شعر المناسبة: يشمل هذا النوع الشعر المرتبط بالأحداث الخاصة مثل الولادات والزواج والمعارك والوفاة. تتضمن الأمثلة الشهيرة هنا الشعر المدحي، الهجائي، الوصفي، والشعر الجهادي.
- شعر الوجدان: يُركز هذا النوع على المشاعر الشخصية والتفكير الداخلي للشاعر حول الموضوعات الروحية والإنسانية والحياة اليومية. تشمل المواضيع الشائعة الحب والكراهية والهجرة والشكوى والشكر والاستغاثة الرثاء.
- الشعر الاجتماعي: يسعى هذا النوع إلى معالجة قضايا مجتمعية مهمة بما فيها الوحدة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية وتحسين مستوى التعليم والصحة العامة ومحاربة الظلم بكل أشكاله.
- الشعر المحافظ: يتميز بعدم خرقه لقواعد الوزن التقليدية ولغة الضاد الجميلة ولكن بتقديم رؤى جديدة مستوحاة من الطبيعة الإنسانية والمعاصرة.
- الشعر الحر: يت freedom من قيود القافية والوزن التقليدية وينشد للتجديد والابتكار سواء باستخدام قصائد شعرية قصيرة أو نثر شعري ذو بناء فريد وغني بالمفارقات والتناقضات اللغوية المقصد بها التشويق والسخرية أحيانًا.
- الشعر القصصي: يستعرض أحداث واقعية أو خيالية منظمة ضمن بنية حسابية محكمة لإيحاء للقاريء بسرد حي ومتماسك للأحداث طويل أو قصير وفق طول البيتين المستخدمتين فيه. بينما يبقى الشعر الملحمي ذو طبيعة خاصة إذ يصل طوله حتى آلاف الأبيات والمعروف بحكاياته البطولية الرائعة المستمدة غالبًا من تاريخ أو أساطير شعب ما.
مع مرور الأعوام تغير نمط كتابة الشعر لكن دائمًا كان هناك حرص على احترام تراث الماضي الغني وتعظيم دور المرأة أيضاً كمصدر للإلهامة وصنع التحولات الجديدة خاصة خلال الموجات الأخيرة للحركة النسائية العالمية التي شكلتها النساء خارج حدود الوطن العربي أيضًا وليس فقط داخله فقط وإنما بشكل عالمي واسع جدًا مؤكدًا بذلك وجود صلات تجمع الشعراء بغض النظر عن المسافة الزمنية والمكانية وفكرة الامتزاج الثقافي العالمي الواسع داخل وطن واحد اسمه الأرض جميعاً!