تعد خطوط الطول ودوائر العرض عوارض أساسية في رسم خرائط العالم وتحديد مواقع الأماكن المختلفة عليه. هذه الخطوط المتقاربة تشكل شبكة تُستخدم لتوجيه البحارة، الباحثين عن طريق، والمستكشفين عبر المساحات الواسعة للأرض والقارات. بدءاً من القطب الشمالي إلى الجنوبي، تتقاطع دوائر العرض مع خطوط الطول لإنشاء نظام تحديد ملائم لأي نقطة على سطح هذا الكوكب الخصيب.
دوائر العرض، والتي تعرف أيضاً بالخطوط الاستوائية، هي دائرة متوازنة حول كوكبنا تقسم الأرض إلى نصفين شمالي وجنوبي. يبلغ طول كل منها حوالي 40,075 كيلومتر ويتم قياسها بزاوية بينها وبين المدار الإفتراضي للشمس فوق مساحة مستوٍة. يُطلق اسم "استواء" على الدائرة الأقرب إلى الشمس، بينما تمثل باقي المناطق درجات مختلفة حسب بعدها عنها - فكل درجة تكافئ مسافة تقديرية قدرها ١١١ كم تقريبياً.
في المقابل، تحدد خطوط الطول موقع المنحدرات الشرقية والغربية للعالم. وهي عبارة عن أقواس تربط القطب الشمالي بالقطبي الجنوبي وتمثل زوايا مقاسة بالتقدير الزاوي لأنحراف تلك النقطتين عن خط الانطلاق الذي يتم وضعه عند غرينتش بالمملكة المتحدة. يعادل كل جزء من الجزأين الكبيريين لهذه الدراسات (الطول والعرض) عشرون دقيقة زمنية؛ مما يعني أنه يمكن استخدام الفرق البياني الرقمى بينهما لإيجاد الموقع العام للمنطقة سواء كانت جزيرة صغيرة داخل بحر هائل أم مدينة كبيرة ضمن دولة ما.
هذه الشبكات تعمل كوحدة تنسيقية رياضية وعلمية تقوم بتحديد مكان وجود الأشياء بشكل محدد ومعرفة الاتجاه المناسب نحو وجهتنا المستهدفة بكل سلاسة وأمان وثقة مطلقة إن اراد المرء القيام برحلة طويل المدى أوحتى رحلات اقصر نسبياً ولكن ذات أهمية عالية للمكانة الاجتماعية الشخصية لهؤلاء الناس الذين يسلكون ذلك الطريق منذ القدم حتى يومنا الحاضر.