الكنعانيون، الذين سُموا بهذا الاسم نسبة إلى بلاد كنعان، كانوا أحد الشعوب القديمة التي عاشت في منطقة الشرق الأوسط والتي تشمل الآن لبنان وفلسطين والأجزاء الجنوبية من سوريا وشمال مصر. هذه الحضارة تعود جذورها إلى ما قبل العصر البرونزي، وتظهر العديد من الأدلة التاريخية والثقافية مدى تأثيرهم الكبير على المنطقة المحيطة بهم وعلى المجتمعات البشرية بشكل عام.
فيما يتعلق بالثقافة، فقد اشتهر الكنعانيون بحرفتهم المتقدمة في الزراعة والحرف اليدوية مثل النسيج والنحت والتجارة البحرية. كما برزت فنونهم الجميلة في البناء باستخدام مواد محلية متاحة كالحجر الجيري والقرميد. كانت مدنهم مزدهرة ومعروفة بتطور هيكلها الإداري والمالي، وكان لديهم نظام كتابة خاص بهم يسمى النص الفينيقي الذي أصبح فيما بعد أساس معظم الأبجديات الغربية المعروفة اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، كان الدين جزءاً أساسياً من حياة الكنعانيين. لقد اعتنقوا مجموعة متنوعة من الآلهة والإلهات المرتبطة بالعناصر الطبيعية والعادات الاجتماعية المختلفة. ومن أشهر آلهتهم إيلو وأشيرث وآدونيس. وقد ترك هذا التأثير الديني بصمة واضحة حتى يومنا هذا عبر أساطير وممارسات دينية مستمرة.
وعلى الرغم من عدم وجود مرجع مباشر للذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا ضمن الثقافة الكنعانية بسبب محدودية موارد تلك الحقبة الزمنية، إلا أنه يمكن القول بأن ابتكار النظام الكتابي الفينيقي - والذي يعتبر خطوة هامة نحو التواصل المكتوب الحديث - يُعد نوعا من التقدم التقني المبكر نسبيا مقارنة بالحضارات الأخرى آنذاك. وبالتالي، فإن فهم تاريخ وشخصية هذه الحضارة يعود بالنفع لفهم مسيرة تقدم الإنسانية وتعقيداتها.